| بثت الإذاعة الفلسطينية الرسمية وإذاعة الجيش الإسرائيلي في وقت متزامن من صباح يوم الأحد 27/3 أغنية مشتركة قام بأدائها مغن فلسطيني وآخر إسرائيلي تحمل عنوان "في قلبي"·
وقد سعى الجانبان من هذه الخطوة الى إعلان أن السلام - الوردي - قادم وأن القضية المركزية للأمة يمكن أن تحلها كلمات أغنية لا أكثر·
وقد أثارت هذه الخطوة غضبنا - وسخط الفلسطينيين الشرفاء - ليس لأنها تعطي إشارات تطبيعية قسرية على الفلسطيني الذي يتألم وينزف في ظل الحصار والجدار والاستيطان، وإنما أيضا لأنها تساوي بين الجلاد والضحية، بين القاتل الإرهابي والقتيل المغتصبة أرضه، بين المحتل بالقوة العسكرية والراضخ تحت نير الاحتلال منذ 57 عاما، بين من يخالف القوانين الدولية وبين من يطالب بتطبيق الحد الأدنى منها·
والمتابع للأغنية وكلماتها يعتقد بأن الصراع قد انتهى وأن الحقوق العربية قد أعيدت لأصحابها بينما الواقع المعاش يقول عكس ذلك، ففي رصد سريع ليوم بث الأغنية نجد أن الممارسات القمعية لجنود الاحتلال لم تتوقف - ولو من باب المجاملة - بل استمرت عمليات الاعتقال وتدمير المنازل وإذلال المواطنين عند الحواجز العسكرية بالرغم من قبول فصائل المقاومة كافة لمبدأ التهدئة وعدم التصعيد وهو الذي صب في خانة المحتل من دون شك وسحب من يد الفلسطينيين ورقة ضغط كانت تحقق توازنا للرعب في فترات كثيرة من عمر الانتفاضة الثانية·
وبالتزامن مع موعد بث الأغنية أيضا، أعلن الإرهابي "شارون" مزيدا من الاستخفاف بقرارات الشرعية الدولية بإعلانه أن إسرائيل ستضم كبرى الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية حتى لو أبدت الولايات المتحدة الأمريكية اعتراضا على ذلك· وبالطبع هو لم يذكر الشرعية الدولية وقراراتها التي لا يعترف بها أصلا·
إن صراعنا مع الصهاينة المغتصبين لأرض فلسطين هو صراع وجود ينطلق من منطلقات عقائدية وليس مجرد صراع حدود كما يحلو للبعض أن يصور، وإن الأمة الفلسطينية التي قدمت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى على مدى سنوات الكفاح لن تقبل بالتنازل عن أرض فلسطين والاكتفاء بصيغة دولية تمنحهم قطاع غزة ليقيموا عليه دولتهم·
فهل يعي أنصار التطبيع والواقعية أن أمتنا لا يمكن أن تقتنع بالتطبيع لمجرد أن كلمات أغنية قد روَّجت لذلك؟!
abdullah.m@taleea.com |
