رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 27 صفر 1426هـ - 6 أبريل 2005
العدد 1672

تكفير.. فعزلة.. فغزو!
أحمد حسين

منذ أن خرج خطاب إسلامي من بين جدران السجون الضيقة، داعيا الى العزلة، أي إقامة الجدران، ومطالبا بالابتعاد عن كل ما هو اجتماعي وإنساني، والاكتفاء بمحاورة الماضي البعيد، أو الجنة المفقودة، تخلقت في أوساط عدد من الإسلاميين فكرة الابتعاد عن الانشغال بأي قضية معاشة وملموسة، وكان لا بد من تبرير ينسجم مع عقلية انعزالية من هذا النمط، وقائم على تشبيه بسيط ومماثلة ساذجة· فالمنعزل أعطى لنفسه صفة "المسلم الحق"، أو "المسلم الأول" فلا قبله ولا بعده، وبما أن المسلمين الأوائل واجهوا "الكفار" والمشركين، إذن عليه أن يبحث من جانبه عن "كفاره" و"مشركيه" أيضا في الحاضر· ووقع وهمه أو خياله على ما وراء جدران سجنه، أي الناس، والمجتمع بعامة· فأطلق عليهم صفات "الكفر" و"الشرك" و"الجاهلية"·

 تشبيه وتمثيل منطقي من حيث انسجامه الى أبعد مدى مع فرضية رؤية "أنا" السجين أو ذاته، على أنها "أنا" صافية، حققت في ذاتها شروط "المسلم الأول"، وربما الوحيد في الكون· ولكن من شروط هذه الفرضية أيضا، وجود "الآخر"، الكافر والمشرك والجاهلي، وإلا صارت هذه "الأنا" مثل غيرها، وتساوت مع بقية خلق الله·

هذه هي قيامة "أنا" المسلم السوبر أو المتفوق، أو الذي لا مثيل له إلا في الماضي البعيد، وهذه هي قيامة الحقوق التي أعطاها لنفسه في النظر الى بقية المسلمين على أنهم "دون" ذاته العليا، أو على أنهم مجرد كفرة وجاهلين ومشركين·· إلخ·

هو الوحيد الذي يملك هوية صحيحة، وخطوة سليمة، وهو الوحيد الذي ارتاد النبع الأساس وتزود منه· فهل من مناجز؟ وهل من محارب؟!

في ضوء هذا الفكر التشبيهي والتمثيلي يتحول الفرد المنعزل الى "ملهم" أو الى "سوبرمان"، وبقية الخلق الى مجرد نباتات يمكن اجتثاثها بسهولة، ومن الخير اجتثاثها، بل ومن الخير التمثيل بها، وزرع الخوف والرعب في نفوسها·

من بين الجدران إذن، جدران السجن الحقيقي والمجازي، انطلقت فكرة الاستهانة بكل قيمة لحياة البشر وهموم البشر وقضايا البشر وحاجات البشر فما وجدوا إلا لخدمة هذا "السوبرمان" الكلي القدرة الذي ينتحل صفات ليست له ويأخذ حقوقا ليست له السوبرمان الذي لا راد لقضائه متى قضى·

بقية الحكاية يعرفها الجميع·· فقد انتشر هذا الجنون، جنون العظمة والأوهام وصار خطابا يمكن أن نسميه الآن "الخطاب الإرهابي" الذي قد يتقاطع مع خطاب الشياطين ولا يهتز له حرف، أو يتلاقى مع خطاب الأبالسة، من دون أن يعتريه الشك·

�����
   

تكفير.. فعزلة.. فغزو!:
أحمد حسين
دفاع عن نظام ودستور:
عبداللطيف الدعيج
صحوة البرلمان:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
تسويق الثقة!!:
سعاد المعجل
الحائط وعقدة النائب:
محمد بو شهري
المحاذير الدستورية في حقوق المرأة السياسية:
أحمد الطواري
محاكمة الدستور!:
مسعود راشد العميري
الشراكة:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
الخليج والديمقراطية:
عامر ذياب التميمي
بطالة في مجتمعات وافدة:
د. محمد حسين اليوسفي
أغنية "في قلبي" التطبيعية:
عبدالله عيسى الموسوي
دولة الذهب الأسود:
م. محمد عبدالحميد محمد
الوزارة تعاني يا بو ناصر..:
على محمود خاجه
الاضطهاد الحزبي:
فيصل عبدالله عبدالنبي
المراهنة على العم الأصمخ:
عبدالحميد علي
كل شيء سياسة:
علي غلوم محمد
من نصدق الوزير أم الوكيل؟:
أنور الرشيد