منذ تولي الشيخ صباح الأحمد رئاسة مجلس الوزراء بصفة رسمية ونحن نجد بأن شعار الإصلاح هو الشعار الأبرز الذي صاحب هذه الوزارة، وإن كان الشعار كمفهوم هو مطلب جميع المحبين والمخلصين لهذا البلد، والذين بلا شك لمحوا بصيص الأمل في الإصلاح منذ إعلان هذه الوزارة، إلا أن الواقع الذي نراه بعيد كل البعد عن الشعار المرفوع·
فها هي الوزارة وبعد عامين تقريبا من تشكيلها لم تأت بالكثير أو المختلف أو حتى الإنجاز الذي يحسب لصالح هذه الوزارة كعلامة فارقة، فقد أصبح بعض الوزراء وأنا أشدد على كلمة بعض الوزراء يسرحون ويمرحون بمصالح هذا البلد دون أي رادع! ولا يوجد دليل أقوى من تقرير ديوان المحاسبة حول استجواب وزير الدولة والذي برهن بعض التجاوزات في إدارات تقع تحت مسؤولية وزير الدولة ولم يتم الى الآن اتخاذ أي خطوة إصلاحية تجاه هذه القضية؟! كما أن قضية تعديل الدوائر الانتخابية التي شغلت عاما كاملا من عمر المجلس الحالي على أمل أن يتم إصلاحها بعدما برهنت الدوائر الحالية فشلها الذريع سواء من خلال تكريس الطائفية والقبلية أو شراء الذمم وغيرها من الأمور التي لم ولن تخرج الأفضل لهذه الأمة، وقد كان الأمل معقودا على حكومة الشيخ صباح في قضية تعديل الدوائر، إلا أن شعار الإصلاح قد غاب عن هذه القضية وما زلنا نراوح في أماكننا ولم يتغير أي شيء·
أما بالنسبة للمحاباة التي نجدها في هذه الوزارة مع بعض نواب المجلس وجماعات الضغط والتي قد لا تصب في غالب الأحيان إلا في صالح فئة قليلة جدا من الشعب، وهناك الكثير من الأمثلة على هذه المحاباة أبسطها ما حدث في ضوابط الحكومة على الحفلات الغنائية على الرغم من قناعتي الكبيرة بأن مجلس الوزراء لم يأت بهذه الضوابط إلا وهو يأمل بإسكات بعض الأفواه ولكن هذه الأفواه لن تسكت أو تشبع أبدا·
ونأتي الى آخر القضايا التي برزت على الساحة وهي قضية وزارة الصحة، هذه الوزارة المعنية بالرعاية الصحية وتقديم المناخ المناسب لأسمى مهنة وهي الطب كي يستطيع الجهاز الصحي تأدية دوره على أكمل وجه، إلا أن وزارة الصحة تترنح منذ أمد بعيد والتنفيع والمصالح هما أساس تعامل قيادييها فكيف لنا أن نرتقي يا سمو الرئيس وهذا الخلل يشل تقدمنا؟!
إن الوزارة يا سمو الرئيس ستظل تعاني وتعاني طالما كان هناك بعض من الوزراء يسعى الى التكسب الشخصي أو التشفي والانتقام من أطراف أخرى على حساب تقدم ورقي هذا الوطن، وستظل الوزارة تعاني ما لم يكن هناك قرار حكيم يضمد جراح الوزارة ويأخذ بيدها الى طريق الإصلاح الفعلي· |