رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 27 صفر 1426هـ - 6 أبريل 2005
العدد 1672

ألفـــاظ و معـــان
الشراكة
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله

تعلمت في دراستي للشريعة الإسلامية أن ثمة علاقة بين المعتق (بكسر التاء) والمعتق (بفتحها) أي بين مالك العبد والعبد الذي أعتقه· وهي علاقة تواصل إنساني ليس فيها استغلال أحدهما للآخر وتسمى علاقة الولاء، إذ إن كلا من الطرفين ولي للآخر ويترتب عليها أمور عدة لعل أهمها الحماية المتبادلة وإن من مات منهما بغير وريث آلت تركته لوليه· وفي لفظ الولاء ذاته تعاطف ومودة وبعد عن الاستعلاء·

وقد دفعني الى ذكر هذه العلاقة القديمة ما يقال ويكتب عن شيء اسمه الشراكة غير محددة الملامح والدلالة، وأول ما فاجأني في هذا الباب أن هذه الكلمة لا وجود لها في أي من المعاجم التي تحت يدي - لا في القديم منها (صحاح الجوهري) ولا في الحديث (المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية)· وأحسب أن بعض العرب المحدثين قد قدحوا أذهانهم فصاغوا هذه الكلمة قياسا على حاور، حوارا ومحاورة، وغاب عنهم أن الفعل يكون شارك ويكون المصدر شراكا دون تأنيث· ولكن القوم واجهوا صعوبة بالغة لأن الأصل الإنجليزي المنقول عنه وهو Partinarship يتميز باتساع موضوعه فيما وراء شركات الأعمال Corporations Companies، فهي تصدق على أي اثنين يؤديان معا عملا يدر دخلا أو لا يدر إلا الرضا المعنوي (عمل خيري) من إعداد مظاهرة سياسية أو رحلة سياحية·· أو للرقص معا كما في ألوان الرقص الغربية· وهذا المعنى المتسع يستخدم أحيانا في إطار قانوني (في مكتب للمحاماة، أو عيادة طبية، أو ورشة فنية، أو محل بقالة·· إلخ) وليس له أي إطار قانوني إذا لم يستهدف تحقيق دخل مهني أو تجاري لأطرافه· وليس له أي مدلول محدد في القانون الدولي العام (كما لمعاهدات الصداقة وحسن الجوار، أو الأحلاف العسكرية، أو التعاون في مشروعات محددة·· إلخ)· وهكذا يقول بوش عن مصر إنها "شريك" في مكافحة الإرهاب· وكلا اللفظين عار عن تعريف محدد· ويقول الرجل نفسه إن على مصر التي قادت طريق السلام مع إسرائيل أن تقود المنطقة على طريق الإصلاح· وهنا ما زال كثير من المصريين ناقدين لما فعل السادات، ومازالت إسرائيل تقتل وتدمر وتطرد الفلسطينيين من أرضهم··· وقد قتلت مؤخرا جنودا مصريين واعتقلت شبانا من أهل سيناء، ولم تفرج عنهم إلا بعد الإفراج عن جاسوسها الكبير عزام ودخوله القدس دخول الفاتحين واستقبله شارون مفتوح الذراعين· ومن ناحية أخرى يدعونا الاتحاد الأوروبي الى شراكة وضع شروطها لتضم جنوبي وشرقي البحر المتوسط·

إنني لا أطالب بالقطيعة مع أحد ما عدا إسرائيل وأرحب بالتحاور والتفاوض لرعاية مصلحة الطرفين· ولكن يجب أن نتذكر جميعا أن أي تعاون شامل أو تكامل أو إعطاء مزايا بين طرفين أحدهما بالغ القوة والآخر ما زال يحاول بناء قوته هو بالضرورة في صالح الطرف الأقوى ويقضي الى التبعية· وهي تعني بالدقة ضيق المجال المتروك لحرية الإرادة الوطنية المنتخبة ديمقراطيا لترسم معالم مستقبلها· وعلى العكس من المفيد للغاية في مواجهة الكوكبة استحداث تجمعات إقليمية بين بلدان العالم الثالث ليزيد ثقلها التفاوضي·

إن الشراكة بعد الاستعمار والاحتلال والحكم المباشر تشبه الولاء بعد العبودية ناقصا المكون الإنساني الكبير في هذا الأخير·

�����
   

تكفير.. فعزلة.. فغزو!:
أحمد حسين
دفاع عن نظام ودستور:
عبداللطيف الدعيج
صحوة البرلمان:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
تسويق الثقة!!:
سعاد المعجل
الحائط وعقدة النائب:
محمد بو شهري
المحاذير الدستورية في حقوق المرأة السياسية:
أحمد الطواري
محاكمة الدستور!:
مسعود راشد العميري
الشراكة:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
الخليج والديمقراطية:
عامر ذياب التميمي
بطالة في مجتمعات وافدة:
د. محمد حسين اليوسفي
أغنية "في قلبي" التطبيعية:
عبدالله عيسى الموسوي
دولة الذهب الأسود:
م. محمد عبدالحميد محمد
الوزارة تعاني يا بو ناصر..:
على محمود خاجه
الاضطهاد الحزبي:
فيصل عبدالله عبدالنبي
المراهنة على العم الأصمخ:
عبدالحميد علي
كل شيء سياسة:
علي غلوم محمد
من نصدق الوزير أم الوكيل؟:
أنور الرشيد