نعم مناهجنا وخصوصا في المواد الاجتماعية والأدبيات والقصص الخيالية والتراث المنسوب الى "الإسلامي" لا تسمح بتبادل الآراء ونقض بعضها حتى لو كانت بأسانيد علمية ومن المصادر ذاتها التي يعتمد عليها في رسم المناهج·
معلومات موجهة توجيها أحاديا وقراءة لأحداث تاريخية مهمة يتم التعامل معها بسطحية أو تحريف في معانيها ونتائجها وكذلك التمييز بين الصحابة في الفضائل والمناقب وتجاهل تام لمناقب آل البيت، يعني باختصار يتم التعامل مع الطالب نحو تفكير ضيق الى أن يحدث التطرف كرد فعل من انتماءات عدة في المذاهب التي يتحملها الدين الإسلامي منذ نشأته وحتى يومنا هذا، في حين يضيق صدر القائمين على المناهج لدينا بفتح المجال لتعدد الآراء والسماح للمداخلات العلمية بأن تأخذ طريقها للاستفادة منها في تهذيب الاختلاف وزرع قيم التسامح والتصالح مع التاريخ ومدارس الفقه المختلفة·
لقد ثبت وبالتجربة العملية أن وزارة التربية والتعليم العالي ومناهجهما تفتحان المجال ولو بنسب متفاوتة، لنشأة مبادئ التطرف والغلو كرد فعل على قراءات معينة لأحداث ظرفية عبر الزمان فيتورط فيها حتى البعيد عن هذه الأجواء وإن كان غيير مقتنع بها، ولكن مع الوقت يستجيب لها من باب التحدي والغيرة على الدين وحمية فائقة في سن الشباب المبكر، فتقدح في ذهنه أمور لا يستسيغها واقعنا الاجتماعي وقد تكون هذه الأمور متعودا عليها في مجتمعات خليجية أخرى فيتعاطاها بأنها من المسلمات وفي عدم وجود تكافؤ للفرص في النشر العلمي واستمرار التوجيه الأحادي المقصود للعلم والتاريخ وتفسير الأحداث فتكون النتيجة سلبية على قوم وذات فوائد على قوم آخرين على المدى القصير، وفتنة على الجميع في المدى البعيد·· راجعوا الكتب ودققوا على التباين الواضح في التفكير والاستنتاج بين عالم وفقيه ومؤرخ وراوي حديث، فلماذا الانحياز لفكر محدد أو مدرسة واحدة وتجاهل العلماء الآخرين والفقهاء المتنورين والمؤرخين الموضوعيين؟!
رشفة أخيرة
لا وجود لوطن حر إلا بوجود مواطنين أحرار (فولتير)
mullajuma@taleea.com |