في بداية الأمر راهنت الكثير من القوى السياسية على أن حكومة الشيخ صباح متجهة نحو الإصلاح وأبدى العديد من المراقبين السياسيين والمتابعين للشأن الحكومي تفاؤلهم بحكومة الإصلاح وبأنها حكومة تقوم وفق برنامج عمل حكومي يقوم على إصلاح الوضع الفسادي بشتى مجالات البلاد السياسية أو الاجتماعية وربما الاقتصادية كما كانت في البداية اللمسة الأولى الوهمية في فيلم زيارة الحكومة إلى دول شرق آسيا للمبادلة التجارية والمنفعة الاقتصادية·
بدأت الحكومة بوضع وزراء هدفهم تصغير حجم حقوق النواب وكأنهم وزراء (أرستقراطيون) لا يحترمون حق الأعضاء بالمساءلة، ورأينا سعادة الوزراء المتعالين على نواب الأمة، ورأينا كيف سردت الاستجوابات لحكومة الإصلاح والسبب الأول هو عدم رد الوزراء على الأسئلة البرلمانية واحترام حق الأعضاء الدستوري·
وانشغلت حكومة الإصلاح في تنفيذ معاملات حلفائها (البصامين) داخل البرلمان بدلاً من أن تضع استراتيجية مطعمة بتكتيكات سياسية واضحة تسعى إلى الاستراتيجية العظمى وهي إصلاح الوضع الحالي، ولكن في الواقع الحكومة لا تؤمن بالإصلاح، ولا تهدف إلى الوصول إلى الإصلاح السياسي الاقتصادي للبلد، وأكبر دليل هو وقوف حكومة الإصلاح ضد اقتراح تعديل الدوائر الانتخابية، والتي رأت الحكومة أنه ليس من صالحها قيام مشروع تعديل الدوائر والسبب أنها سوف تخسر البصامين وتخسر الحكومة الخفية داخل البرلمان، وبالنسبة إلى الإصلاح الاقتصادي نرى أن الحكومة تتعامل مع مقاولين في البلد فقط لإعمار المشاريع الاقتصادية وكأن في البلد لا توجد غير هاتين الشركتين، وبدلاً من أن تقوم الحكومة بإصلاح الوضع الاقتصادي بالانفتاح تقوم بدماره (بالاحتكار)·
ورأينا جميعاً الزعزعة وعدم التعاون بين السلطتين والسبب أنه من الصعب أن يتعاون المشرع مع حكومتين حكومة الإصلاح والحكومة الخاصة (البصامة) في السلطة التشريعية، ورأينا جميعاً ضحية حكومة الإصلاح وزير الإعلام (أبو الحسن) الذي دفع ثمن أخطائه وهو تحويل امتياز "الرأي العام" والتطاول على الحكم القضائي وتعاونه مع حكومة الإصلاح في إرضاء جماعة الإسلام السياسي لتقييد حريات الشعب التي كفلها دستورنا المجيد·
ويصرح أعضاء الحكومة بأن استقالة وزير الإعلام قدمت لنبذ الطائفية ولكن في الواقع استقالة أبو الحسن سوف تشعل الطائفية من جديد في المجتمع السياسي الكويتي وها نحن وأنتم والأيام هي الحكم··؟!
من الصعب أن يقيم الإصلاح في ظل حكومة لا تملك فعلاً جدول أعمال وبرنامج عمل إصلاح ونية للإصلاح، إذا صح التعبير، وهذا ما سيساعد النواب على الترحال من استجواب لآخر·
صدق الكاتب الأستاذ عبدالله النيباري عندما ناشد الشيخ صباح بأننا نحتاج أفعالاً للإصلاح وليس أقوالاً·
qalamee@taleea.com |