بكل فخر واعتزاز وعدم خوف من الإرهابيين الجبناء توجه الشعب العراقي استجابة لدعوة المرجعية وعلماء الدين وكبار السياسيين للإدلاء بأصواتهم، فقد كان المشهد غير عادي حين يصطحب المواطن العراقي كل أبناء أسرته من نساء وأطفال معه ويتجه بهم الى صناديق الاقتراع·
نعم كل الأسرة يأخذها معه وهو يعلم أن هناك إرهابيا قد يفجر نفسه بهم ويموت الجميع، إلا أنها دعوة الوطن والدين التي يجب أن يفهمها العالم كله بأن الشعب العراقي الذي صبر السنوات العجاف مقبل على فجر جديد·
ولقد كان "الإصبع الأزرق" هو شعارهذه المرحلة حيث ينبغي على الناخب أن يغمس إصبعه في علبة الحبر كي يثبت انتخابه وللاحتياط على عدم تكرار الانتخابات· الإصبع الأزرق وكما نعرف سيبقى لأيام عدة وسيعرف أنه انتخب وهذا أمر خطر عليه حين يعرف ذلك الإرهابيون إلا أنه لم تثنه أي مخاوف للذهاب مع عائلته للتصويت·
هذه الانتخابات تعتبر نقلة نوعية للوضع السياسي ليس في العراق فحسب بل في المنطقة كلها، حيث إن نتائجها ستنعكس بطريقة وأخرى على الأوضاع في الدول المجاورة وخاصة بعد وضع الدستور العراقي المتوقع والذي سيضمن حريات متعددة سواء في مجال حقوق الإنسان أو حرية التعبير والنشر والتمثيل السياسي للأقليات وقدرة الأغلبية على التعاون مع الجميع·
والطريف أن العراقيين بدؤوا بعد انتهاء يوم الانتخاب الطويل يتباهون بإصبعهم المصبوغ باللون الأزرق كدليل على هزيمتهم الإرهابيين وعدم خوفهم منهم وذهابهم الى مقار الانتخاب كي يدلوا بأصواتهم·
لا شك أن الكثير من أبناء المنطقة والمحرومين من حق المشاركة السياسية يتمنون أن يأتي اليوم الذي يصبح إصبعهم أزرق نتيجة حبر الديمقراطية. |