في يوم السبت الموافق 22/1/2005، وتحديدا في صحيفة الرأي العام الكويتية، قرأت مقالا للأستاذ محمد العوضي في عموده شبه اليومي في الجريدة، ولن أستطرد في نشر تفاصيل المقال بل سأوجز ما كتب فيه بالتالي: "كانت دعوة العوضي تتلخص في أن يبتعد كل من يتبنى التفكير الليبرالي أو العلماني عن قضية الإرهاب!! والسبب أن من يقوم بهذه العمليات هم ثلة قاموا بتأويل الدين، ولن يستطيع ردعهم إلا من له دراية وعلم بالأمور الدينية بشكل عميق!! وقد استشهد العوضي بكلام الأستاذ خضير العنزي الذي صرح فيه لمحطة الـ B. B. C في أثناء عقده لاجتماع للحركة الدستورية في ديوانه، وكان مضمون حديث الأستاذ خضير مطابقا لما قاله العوضي"·
"حرام عليكم"، هي الكلمة التي أوجهها للأستاذين الفاضلين وكل من يتبنى هذا الطرح، فما تفضلا به يعني شيئا واحدا، وهو أن يصمت كل من لا يفقه في أمور الدين بشكل عميق، ويتولى التيار الديني حل هذه المشكلة، فهو الأقدر على حلها·
وأنا إذ أستغرب أن يصدر هذا الحديث من أناس على دراية وعلم بما يجري بالساحة الكويتية، فإنني أقول: كيف يتجرأ أحد منهم بأن يطرح طرحا غريبا وشاذا مثل هذا الطرح؟! فعلى الرغم من إيماني التام بأن العوضي مطلع بشكل جيد على الأمور الدينية إلا أن ما يثير دهشتي هو ما صدر منه، فكيف يصدر هذا الكلام من شخص يعلم جيدا أن في عهد الرسول عليه وآله أفضل الصلاة والسلام حينما كانت تواجه الناس مشكلة فلم يكن حلها يقع على فئة معينة من الناس بل كان يتشارك الناس جميعا في حلها، فلماذا يريد العوضي إذاً أن يلغي روح الوحدة والتعاون التي ما هي إلا درس من دروس الإسلام وأساسياته؟ إضافة الى أن ما يقوم به هؤلاء التكفيريون من أعمال إرهابية لا يحتاج الى بحث متشعب في أمور الدين لردعهم، بل كل ما يحتاجه عقل وفطرة سليمتين قادرين على استئصال هذا الورم الذي انتشر في بلادنا، وإن كان الحل بأيدي من هم يفقهون بالدين على حد تعبير الأستاذين، فأين هم في الفترة السابقة؟ أو لم يستطيعوا وأد هذه الأفكار حينما ولدت؟ ومن ساعدهم على تأويل هذه الأفكار؟ أهم الليبراليون أم العلمانيون أم أنهم أناس يصنفون كفقهاء للدين؟
لا تدعوا الكويت مسرحا لتكسب سياسي أو فرصة للانتقام أو التشفي وإثبات الأفضلية، فالوطن يحتاج الى تضافر جميع الجهود للوصول الى النتائج المثلى، فكفاكم عبثا بمستقبل هذا البلد، فكويتنا أسمى وأرقى من هذا الطرح التفريقي· |