المشاريع العمرانية على طول شارع الخليج "البلاجات" تسابق الزمن بحيث تكاد تسبقه· هذا ما يبدو للمشاهد كلما سنحت له الفرصة للمرور عبر هذا الطريق الجميل، مشاريع جميلة بلا شك، تعطي للمشاهد الانطباع بأن البلد يسير بخطى حثيثة نحو التقدم والرقي والحداثة، لا يعكر صفو هذه الصورة الجميلة إلا تلك المركبات المتناثرة من هنا وهناك بسبب الحوادث، متجاهلة الكاميرات المرورية المنصوبة على طول الطريق، ويتساءل المرء عن أي تقدم ورقي نتحدث؟
يتباهى مبنى البرلمان بحلته الجميلة والمطلة على الشارع العتيد نفسه معلنا عن وجود "صاحبته" الديمقراطية في البلاد فيفخر المرء لذلك الإنجاز العظيم وللمشاركة الشعبية في اتخاذ القرارات المصيرية، لا يعكر صفوا هذه الصورة الجميلة إلا حقيقة أن نحو نصف المجتمع مغيب عن هذه العملية، ويتساءل المرء عن أي ديمقراطية نتحدث؟
لا تكاد تخلو منطقة في البلاد من المدارس الحكومية لجميع المراحل التعليمية مما يعطي الانطباع بأن البلاد أدركت أهمية التربية والتعليم منذ وقت بعيد فقامت بتوفير المدارس والمعلمين والمناهج وجميع مستلزمات العملية التعليمية والتربوية، فيسر المرء لذلك، ويرتفع صوت الأذان مناديا للصلاة، فتمتزج أصوات المآذن لوفرة دور العبادة في كل المناطق، بل في كل "قطعة" من مناطق البلاد، فيحمد الله على هذا التدين، تصدر الصحف في اليوم التالي ليفاجأ المرء بأن الحكومة الرشيدة تشكل لجانا "لتشخيص المجتمع لتحديد نسب التعصب والتطرف والانحراف لاسيما بين الشباب"، ويتساءل المرء عن أي تدين أو تربية وتعليم نتحدث؟
وتطول قائمة المفارقات ويبقى التساؤل قائما، إلى أين نسير؟ ومن يتولى القيادة؟· |