يعاني الكيان الصهيوني منذ نشأته في أرض فلسطين من الكثير من المشكلات التي تعيق اندماجه في المجتمع الدولي وممارسة دوره كدولة طبيعية تمارس حقوقها المشروعة وتلتزم بتطبيق القانون الدولي وقراراته الملزمة·
ومن أهم أسباب شذوذ الدولة الصهيونية، ذلك التباين الحاد بين العلمانيين الذين يريدون للدولة أن تكون علمانية في جميع أشكالها، وبين جماعات الضغط تحت غطاء ديني متشدد، وهي تنادي بالعودة الى الدولة اليهودية الدينية وتطبيق تعليمات التوراة المتشددة، وهي بالطبع تلك التعاليم المحرفة عن الكتاب السماوي المقدس·
كما يعاني المجتمع الإسرائيلي من مشكلة حالة اللاحرب واللاسلم وهي حالة مختصة بالكيان الصهيوني منذ نشأته وهي تسبب الكثير من المشاكل النفسية والاجتماعية والاقتصادية لمجتمع سكانه من شتات الدول·
وحسب دراسة أجراها مؤخرا "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية" ونشرتها صحيفة "هآرتس" فإن %31 من البالغين الإسرائيليين يشعرون بأنهم لن يبقوا في إسرائيل، وترتفع هذه النسبة لتصل الى %72 في أوساط المراهقين·
كما تبين الدراسة أن %43 من المراهقين يؤيدون ظاهرة رفض الخدمة العسكرية في الأراضي المحتلة - الضفة الغربية وقطاع غزة - بينما يرفض الخدمة %25 من البالغين، كما يعتقد %75 من البالغين بأن الجنود يجب أن لا يرفضوا أمرا بإجلاء المستوطنين وتنخفض النسبة في أوساط المراهقين الى %57، ويرى %71 من البالغين و%57 من المراهقين أن الجنود يجب أن لا يعارضوا السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين ويقصد بها تلك الجرائم الوحشية والممارسات اللاإنسانية التي ترتكبها قوات الاحتلال يوميا·
كما أعرب %60 من المراهقين عن تطلعهم الى قيادة قوية تقود "إسرائيل" وكأن الإرهابي "أرييل شارون" وتاريخه الدموي الممتد لأكثر من ستة عقود من الزمان لا يكفي لأن يحقق للمراهقين طموحاتهم الدموية·
وأخيرا، فقد بينت الدراسة التي غطت شرائح واسعة من الشعب الإسرائيلي أن %50 من المراهقين يشعرون بأنهم ليسوا جزءا من البلد ومشكلاته، مقارنة بنسبة %25 من البالغين·
هذه الحقائق، وغيرها الكثير تعطينا الأمل بأن الوعد الإلهي قادم لا ريب وأن زوال الكيان الصهيوني ليس إلا مسألة وقت لا أكثر·
abdullah.m@taleea.com |