رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 22 شعبان 1425هـ - 6 أكتوبر 2004
العدد 1648

بلا حــــدود
البحرين·· في الاتجاه المعاكس!!
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

ضمن سلسلة "بحوث اجتماعية" التي تصدرها دار الساقي للنشر، كتاب بقلم "إيف شميل" يتناول فيه بلدان الخليج العربي ومسألة التحديث، ويخص البحرين بفصل يتحدث عن تجربة البحرين الديمقراطية حيث يذكر الكاتب أن رياح الحداثة قد هبت على البحرين عندما جرت الانتخابات النيابية فيها في السابع من ديسمبر - عام 1973 ويشير الى أن هذه ليست هي المرة الأولى التي يدعى فيها البحرينيون الى صناديق الاقتراع فقد انتخبوا عام 1919 مجالس بلدية كما انتخبوا عام 1956 مجلسا للتربية والصحة وجمعية تأسيسية في ديسمبر 1972 وقد كانت مقاليد الحكم قبل إنشاء البرلمان بيد الأمير تساعده هيئة تنفيذية من اثنى عشر عضوا نصفهم من السنة ونصفهم الآخر من الشيعة وما لبثت أن تحولت هذه الهيئة الى مجلس وزراء محدود المسؤوليات والصلاحيات ورغم أن العائلة الحاكمة لم تكن تخلو من ميول ليبرالية مشروطة بمنع النساء من التصويت فقد ساءتها النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات فمن أصل النواب المنتخبين تمكنت "الكتلة الشعبية اليسارية" من تحقيق الفوز لكل مرشحيها، وبحيث شكل نواب الكتلة المذكورة وهم شباب مدنيون من خريجي الجامعات تحديا مباشرا سواء للزعماء الدينيين أو لحكم آل خليفة بالذات وقد ازدادت خطورة هذا التحدي بناء على دعوة القوى المعارضة الفاعلة الى مقاطعة الانتخابات لأن التدابير الاستثنائية التي اتخذت في أعقاب اضطرابات مارس 1972 لم تلغ ولم يفرج عن العمال الذين اعتقلوا أثناءها·· فرد الحكم بأن حل مجلس النواب·

يشبه تاريخ البحرين الديمقراطي التاريخ الكويتي في جزئية الدفاع عن المكتسبات الديمقراطية·

فالنضال في البحرين للحفاظ على المسيرة الديمقراطية والحريات لم يتوقف أبدا حتى في ظل تجميد العمل بالدستور وحل مجلس النواب، بل لقد شهدت ساحة البحرين السياسية تحركات وصلت الى حد الصدامات التي أوقعت قتلى ومعتقلين·

ثم أخذت الأمور تسير في طريق التهدئة مع إعلان ملك البحرين الشاب عن جملة من الإصلاحات التي لاقت استحسان القوى السياسية بما فيها المعارضة·

اليوم وبكل أسف تعود البحرين عن مسيرتها الإصلاحية فتغلق نادي العروبة الذي نشط عبر أكثر من ستين عاما، وساهم في تعزيز الساحة السياسية والثقافية ثم يعلن النائب العام البحريني عن قرار النيابة العامة بحبس الناشط الحقوقي "عبدالهادي الخواجة" نائب رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان بتهمة التحريض على كراهية الحكم وبث إشاعات ودعايات مثيرة!! وقد جاءت عملية الاعتقال بسبب إلقاء المعتقل لمحاضرة عن الفقر والظروف الاقتصادية في البحرين، واتهامه مسؤولين بحرينيين كبار باستغلال النفوذ والتسبب في هذا الوضع!!

لا شك أن اعتقال "عبدالهادي الخواجة" وإغلاق نادي العروبة يشكلان انعطافا خطيرا بالاتجاه المعاكس للمسيرة الديمقراطية في هذا البلد الخليجي الصغير، الذي أهلته مسيرته الديمقراطية للتميز وسط جيرانه من دول الخليج·

فالبحرين وبالرغم من موارده المالية المتواضعة مقارنة بسائر دول الخليج، استطاع ولسنوات طويلة أن يشكل معلما للعمل السياسي الناضج والمتعدد فكريا، بل لقد كان للفرد البحريني منزلة بارزة في كل منتديات الفكر السياسي والثقافي في المنطقة·

إن من المفارقة أن يتزامن اعتقال رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان مع لقاء ملك البحرين لقائد القوات المركزية الأمريكية وحيث بحث الطرفان قضايا الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة والتعاون من أجل مكافحة الإرهاب!!

لقد أكدت تجارب المنطقة أن الديمقراطية هي صمام الأمان المضمون لسيادة الأمن والاستقرار!! وأن مصادرة الحريات أيا كان شكلها أو صورتها هي المحفز الأول لكل مظاهر الإرهاب والعنف!! وإن منطقة الخليج اليوم تعيش حقبة من الرعب والقتل والتدمير بسبب ديكتاتورية سادت لثلاثة عقود صادرت فيها الحريات قبل أن تصادر الأرواح وسيطرت معها ثقافة الكبت فيما تراجعت ثقافة الحريات فسقطت في وحل من المشاكل والقلاقل السياسية أصبح الخروج منه شبه مستحيل!!

suad.m@taleea.com

�����
   

أما آن لهذا الفارس أن يترجل؟!:
عبداللطيف الدعيج
كولن باول·· رسالة قبل الاعتزال:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
البحرين·· في الاتجاه المعاكس!!:
سعاد المعجل
البطالة يا شاطر:
محمد جوهر حيات
نريد إصلاحا:
المحامي نايف بدر العتيبي
الفساد والمناعة الوطنية:
يحيى علامو
قد ولى عصر الكهوف:
محمد بو شهري
لن أتكلم(1):
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
الدولة الفاشلة!:
عامر ذياب التميمي
انهيار الكيان الصهيوني:
عبدالله عيسى الموسوي
ليس كل برتقالي برتقالا:
فيصل عبدالله عبدالنبي
رومانسية سياسية:
د. سامي عبدالعزيز المانع
مفارقات وتساؤل:
مسعود راشد العميري
ولتكن·· كلمة حق:
جابر العلاطي
تقنيات تدرأ الفساد:
عبدالحميد علي
وزيرة "قلة التربية" الإسرائيلية!:
رضي السماك