لم يجد وزير الخارجية الأمريكي كولن باول إلا دعوة الفلسطينيين لإيقاف الانتفاضة وذلك ليعلن نصرته لدولة العدو الإسرائيلي·
فالوزير باول يرى أن الانتفاضة لم تحقق الدولة الفلسطينية، وهي التي مر عليها خمس سنوات، وبالتالي يجب أن تقف هكذا وبكل بساطة يختزل باول دماء آلاف الشهداء وهدم البيوت وقتل المدنيين وقصفهم بالدعوة لإعطاء المكافأة السخية للإرهابي شارون الذي يسميه رئيسه بوش رجل السلام·
وباول لم يتذكر أن الانتفاضة كانت تقصف بالطائرات الأمريكية والشباب الفلسطيني يقتل بأسلحة بلاده، كان من الإنصاف أن يدعو حليفه الاستراتيجي شارون لإيقاف انتهاكاته واعتداءاته المتواصلة على الآمنين والأبرياء، وكان عليه أن يقول لشارون كفى قتلا فإنه وبعد خمس سنوات من الاغتيالات المتواصلة التي طالت كل القيادات الفلسطينية من كل الفصائل ما زالت إسرائيل تقاتل أجيالا جديدة من الفلسطينيين وبالتالي فإن إرهاب شارون لم يحقق شيئا لإسرائيل، بل إنه تفاجأ بموقف الشعب الأوروبي الذي اعتبر إسرائيل دولة تقف ضد السلام في العالم وذلك من خلال الاستفتاء الأخير، واضطر شارون الى بناء سور ضخم يحيط بالمستعمرات ويفصلها عن المناطق الفلسطينية وهذا السور العنصري بحد ذاته دليل على فشل سياسة الإرهاب التي انتهجها شارون·
وبالتالي فإن الوزير باول أخطأ في توجيه الرسالة فبدلا من توجيهها الى أهالي شهداء فلسطين، عليه أن يوجهها الى إرهابيي إسرائيل ليوقفوا سيل الدماء·
الوزير باول وقبل أن يودع عمله بعد أشهر عدة حيث إنه سيعتزل العمل السياسي سواء فاز الرئيس بوش بالانتخابات الأخيرة أم لم يفز عليه أن يكون منصفا ويتحلى بالشجاعة العسكرية التي اكتسبها من مهنته في الجيش ليوجه رسالة إنسانية الى الإرهابي شارون·· وهي رسالة أشك كثيرا أن باول يمكنه إرسالها· |