مهما طورت الحكومة في المناهج الدراسية بقصد الإصلاح الديني، والسلوكي لدى الطلاب سواء جاء ذلك بضغط داخلي، أم بتدخل خارجي فلا جدوى من ذلك، لأن العلة ليست في المناهج الدراسية فقط بل هي في منابر المساجد الكويتية الكثيرة جدا والتي تجعل من الصعب على وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن تقيد كل خطباء المساجد وتلزمهم أو تروضهم على معين·
لكن الحكومة تستطيع أن تشكل هيئة خاصة لإدارة منابر المساجد، أو لجنة تلحق في الهيئة الإسلامية، وبذلك تكون الحكومة قد حققت توازنا بين الأصوات المتطرفة والأصوات العقلانية، وذلك لأن الأحزاب الدينية المتطرفة، لا تأخذ بقرارات الحكومة، لأنها أساسا لا تؤمن بها وتطبق معها المقولة التالية (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، حتى لو تطلّبن كل شباب الكويت·
كما أنها لا تهتم بما حصل لزملائهم في أفغانستان، بل هي لا تزال تقف وراء توجه الأفغان، وتتجاوب مع دعوة الطلبان المتخلفة والمأساوية للمسلمين جميعا وخصوصا المرأة، حيث يحجر عليها بفتاواه التي تدعو الى العيش في ظلام، لا علم ولا تعليم ولا عمل ولا تلفاز ولا شيء بتاتا، حتى أصبح الناس في ظلام ويسهل على الطالبان قيادتهم، مع الكثير من الظلمات في جحور جبال الأفغان· كما فعل ويفعل أسامة بن لادن، حيث يعيش في جحور وينفق أمواله الطائلة على قتل المسلمين الأبرياء، وأهل الكتاب دون سبب، وربما لو بحثنا عن مبررات أو أسباب قتل الناس فسوف لن نجد سوى حب الشهرة التي ينشدها بن لادن، وتعاسة العيش الذي يحيا به· والتلذذ بقتل الآخر، بتهمة أنهم أعداء للإسلام والمسلمين، دون أن يكلفه أحد، وبالتأكيد لن ينزل عليه وحي وهو بالغار ويكلفه بفعل تلك المجازر الدموية التي تسيئ الى المسلمين والإسلام·
yahya@taleea.com |