تصعّد المقاومة العراقية فعاليتها تجاه القوات الأمريكية التي ينسب لها الفضل في إسقاط نظام الطاغية صدام حسين الذي حكم العراق نحو ثلاثين عاماً، وكان الشعب في تلك الفترة لا يستطيع مجرد أن يتحرش بنظام صدام·
وقد جاءت جحافل قوات التحالف إلى بغداد لتحرر الشعب العراقي من قبضة صدام، ولم تواجه أي مقاومة عراقية تستحق الذكر في أثناء زحفها من شماله إلى جنوبه، في مثل هذا اليوم من العام الماضي·
اليوم نجد وللأسف مقاومة مسلحة (غير معروفة الهوية) يرجح أن تكون وافدة من خارج العراق تستهدف قوات التحالف التي قامت بتحرير العراق، كما وجهت ضرباتها لإحداث شرخ في صدور العراقيين مستهدفة خلق فتنة كبرى بين الطوائف العراقية، وقتل الإنسان العراقي دون حساب ودون مراعاة لسقوط أطفال وشباب العراق·
وقد صعدت المقاومة العراقية (مجهولة الهوية) أعمالها في الأيام القليلة الماضية فأخذت تضرب المزارات الشيعية والسنية على حد سواء، كما ضربت قيادات دينية من الشيعة والسنة·· لماذا؟
ألم يكفِ الإنسان العراقي ما جره إليه صدام حسين من حروب متتالية استنزفت حاله وماله وأنهكت قواه دون جدوى؟
إذا كانت المقاومة العراقية اليوم قد نجحت في إحداث شرخ في جدار التركيبة الديمغرافية في بنية الشعب العراقي بقصد تفتيت وحدته الإسلامية، والسياسية، بمعنى أن كل من ساند الأمريكيين أو تعاون معهم في تحرير العراق من صدام أصبح مستهدفاً من المقاومة العراقية سواء كان المستهدف من رجال الأمن أو المجتمع المدني!! إذا أخذت المقاومة العراقية هذا المسار، فلن تنتهي عمليات القتل والتصفيات حتى لو رحل الأمريكيون عن العراق فسيصبح العراق كأفغانستان بعد خروج الروس منه·
yahya@taleea.com |