المسرح "أبو الفنون" فإذا اقتنعنا بهذه المقولة فإن شهادتنا على المسرح تكون شهادة حق بأبوته على سائر الفنون الأخرى، وفي عصرنا هذا الذي أصبح فيه "الإنترنت" يلعب لعبة كبيرة في تشكيل حياتنا وحياة أجيالنا الصاعدة، وتلقي العولمة بظلالها على جوانب كثيرة من حياتنا كانت مستورة فإذا بها تشرع أبوابها لتلك العولمة التي تجتاح كل شيء على وجه الأرض بكل ما فيه من خير أو شر، سواء كان مكشوفا أو مغطى، فلا مفر من العولمة، بل هناك في أقصى الأرض شعوب لا تريد الفرار من العولمة، لأنها نقلت لهم كل ما يحدث على الأرض، ومن فينا نحن لا يريد أن يستفيد من ثورة الفضائيات والاتصالات؟ سواء كان ذلك عبر الإنترنت أو عبر العولمة أو عبر أي وسيلة اتصال أخرى تجعلنا نتواصل مع الأطراف الأخرى التي تحيا على متن هذه الدنيا·
إن ثقافتنا وثقافة أجيالنا تآلفت مع إفرازات العولمة التي لا عاصم منها إلا الله، وهو العالم في مداها الحالي والآتي·
فنحن لسنا وحدنا نرضع أجيالنا، بل هم أيضا يرضعون من ثقافات العالم الأخرى بكل ما فيها من غث أو سمين، عبر الفضائيات والإنترنت، ونحن لا نستطيع أن نمنعهم من ذلك أبدا·
ونعود الى مسرحية عادل إمام التي عشمونا بعرضها في الكويت، ثم نكثوا بوعدهم بحجة أن الرقيب منع عرضها في الكويت لأسباب كثيرة، ويسهل على الرقيب أن يشرع مبررات للمنع، فهو مؤهل لذلك، ومهما كانت الأسباب فإن مسرحية عادل إمام لم تُمنع لأسباب إدارية أو أخلاقية، لكنها منعت لأسباب سياسية وهذا شيء مفهوم، ولو كانت منعت لأسباب غير سياسية فهي بالتالي مهما كانت دونية فإنها لن تصل الى مستوى العروض الغنائية العربية والأجنبية التي نشاهدها ليلا ونهارا على شاشات الفضائيات، فأي انحطاط هذا الذي تتعذرون به؟!
yahya@taleea.com |