إن قيام حفنة من أفراد الجيش الأمريكي بعمليات تعذيب لعدد من المعتقلين العراقيين وغيرهم، يعتبر خرقا لكل قوانين حقوق الإنسان والأعراف الدولية، والجدير بالذكر أن هذا التعذيب أشرفت عليه امرأة من المجندات في الجيش الأمريكي ومن ذوي الرتب العسكرية الكبيرة، إن هذه المجندة المسؤولة عن سجن أبو غريب في العراق كان ينبغي منها أن تراعي القوانين الدولية في المحافظة على أمن السجناء المعتقلين إثر العمليات العسكرية التي أسفرت بالطبع عن سقوط أسرى في أيدي القوات الأمريكية والبريطانية وغيرهما من قوات التحالف·
وكان ينبغي من تلك المرأة أن تراعي واجباتها تجاه المعتقلين لديها لحين محاكمتهم وذلك لسببين:
الأول احتراما للدور الأمريكي، وثانيا: احتراما للدور الذي من أجله جاؤوا الى العراق·
وهو تحرير العراقيين من عبودية صدام حسين وتصحيح المسار السياسي، لا أن تكون أكثر - ملكية من الملك - تعذيبا لأبناء العراق، والجدير بالذكر أن المرأة التي كان يتم تعذيب السجناء تحت إمرتها وسمعها وبصرها كان ينبغي منها كامرأة أن تكون أرحم من زملائها العسكر·· لكن، ماذا نقول والكل عسكر؟! مهما غسلنا أدمغتهم العسكرية فلن تزول عنهم رائحة العسكر سواء أكانوا نساء أم رجالا·
إن الحصول على معلومات من الأسرى يمكن أن يتم من دون تعذيب للمسجونين وهنالك وسائل أخرى كثيرة لوقوع الأسير بالاعتراف نتيجة لما يمارس عليه من وسائل الترغيب وهي كثيرة ومتعددة ودون اللجوء الى وسائل الترهيب والتعذيب، هذا إذا كان لا بد من نزع معلومات عسكرية أو مدنية من الأسير، وأمريكا لا يخفى عليها ذلك إذا كانت ترغب بمعرفة المزيد من التفاصيل فلديها أكثر من وسيلة ومن آلية لاستدراج أي أسير يقع في قبضتها دون أن تستخدم معه التعذيب اليدوي، وإلا لماذا سميت بأمريكا العظمى والتي انفردت بحكم الكون؟!
yahya@taleea.com |