في مجتمعات يتسم أهلها بتقبيل الأنوف كوسيلة لأخذ الحق أو للتأثير على المانح ولتحقيق المطالب المشروعة وغير المشروعة، في مثل هذه المجتمعات لا يمكن أن تسود العدالة والديمقراطية الحقيقية والصحيحة، بحيث يتساوى فيها الناس كل الناس بالحقوق والواجبات، ويكونون جميعا أمام القانون كأسنان المشط، نعم في مجتمعات يكثر فيها حب الخشوم لا يمكن أن تكون هذه مجتمعات ديمقراطية فعلا، حتى ولو نالت فيها المرأة حقوقها السياسية في التصويت والترشيح، فهذا لا يعني أن ميزان الديمقراطية قد اعتدل، وأن عملية الإصلاح السياسي قد تمت وانتهت·
لا·· إن الإصلاح السياسي وتداول السلطة يبقى حلما عسيرا المنال، لأن هنالك أسراً حاكمة لا تمل من حمل المسؤولية، وهذا شأن لا نعني فيه فقط الأسر الحاكمة في الخليج العربي، بل بعض الأنظمة الجمهورية التي تحولت الى أسر حاكمة بالوراثة، وهذا محور يتناقض مع تداول السلطة، وبالتالي يشكل هذا النهج منهجاً جديداً في عملية الحكم ويشل حركة التطور المنشودة لجميع أطياف المجتمع، بالتالي ومع مرور الوقت يتحول هذا النظام الى مؤسسة غير معنية بالديمقراطية بل يسعى الى قطع رؤوس البراعم التي تنادي بالأخذ بالنظام الديمقراطي والمزيد من توسع هذا الصنف من أصناف الحكم الديمقراطي، الذي يرفض أساسا احتكار السلطة وعدم تداولها والتمسك بالعمل بالزعامة المركزية والشمولية وزيادة القرارات والمواد والبنود واللوائح والوزارات السيادية، وبالتالي يزيد هذا المنهج من المثالب الديمقراطية·
yahya@taleea.com |