حدث انفجار بأحد مساجد كراتشي في باكستان أدى الى وفاة عشرات المسلمين وجرح المئات منهم في أثناء تأديتهم صلاة الظهر في الأسبوع الماضي حيث من المعروف في مثل هذا الوقت أن المساجد تكون مكتظة بالمصلين، وهذا ما كان يهدف إليه الإرهاب الإسلامي، حيث يسفك دماء أكبر عدد ممكن من إخوانهم المسلمين، وهذا ما خطط له الإرهابيون المسلمون بأن يقتلوا أكبر عدد ممكن من المصلين، ثم يفروا هاربين، ولماذا هذا القتل العشوائي؟ بل لماذا هذا القتل من أساسه؟ هم هؤلاء أن ينفذوا ما طلب منهم شيخهم أو أميرهم أو داعيتهم، طاعة عمياء ونسوا طاعة الله عز وجل - لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق - وقد حرَّم الله القتل بكل أشكاله وصوره·
أليس هؤلاء الأطفال والنساء والرجال الذين يتساقطون كل يوم تحت رصاص الإرهاب الإسلامي، هم إخوة لنا في الدين والهوية؟ وهل هذه المذابح الجماعية التي تحدث بين المسلمين بعضهم ضد بعض لها علاقة بالإرهاب؟ لا بل هي الإرهاب بعينه، فهل نصدقهم حينما يقولون إن تراثنا الإسلامي يحثنا على الجهاد؟ من أين تأتيهم هذه الثقافة؟ إن ثقافتنا وتراثنا الإسلامي كله بريء مما يلصق به من زيف ابتدعته ثلة من الباحثين عن الزعامة والإمارة والمشيخة الزائفة ولا خير في دين يدعو الى المذابح كما حدث في الجزائر، وحوادث الإرهاب في المملكة العربية السعودية وفي أفغانستان وغيرها وبالأمس دعا داعية الإسلام الإرهابي الى إعطاء مكافأة ذهبية قدرها 10 كيلو جرامات من الذهب لكل من يقتل السيد الأخضر الإبراهيمي أو كوفي عنان أو أي مندوب من مندوبيه في العراق، أو في أي مكان هكذا يعلن الشيخ بن لادن لأحكامه أو فتاواه بمكافأة المسلم على قتل أخيه المسلم·
هذا هو ما يدعو إليه بن لادن: أن يقوم المسلم بقتل أخيه المسلم وهو يتعهد بدفع المكافأة للقاتل، دون حوار أو محاكمة، يريد القتل لأنه يريد الانتقام·
yahya@taleea.com |