الجدار الذي يبنيه، العجوز، الذي تبدو علامات الزهايمر واضحة على ملامحه القبيحة، نحن نظن أنه أكبر خدمة يستطيع صهيوني أن يقدمها للجهود السياسية والاقتصادية الطيبة التي يقوم بها مقاومو التطبيع مع الكيان الإرهابي الصهيوني، سواء أكان ذلك على مستوى الخليج، أم باقي الدول العربية التي لها حدود مباشرة مع فلسطين المحتلة، أم الدول العربية الأخرى·
فلا يوجد أقوى من هذا الدليل، الذي قدمه ذلك العجوز بنفسه، على أن الكيان العبري ليس إلا شامة سوداء في جبهة عربية بيضاء، وإذا اجتهدنا ألف عام في عمليات تنظيرية متعاقبة لكي نثبت للعالم غير الإسلامي بأن "إسرائيل" ليست جزءا حقيقيا من منطقتنا، وأنها كيان مصطنع بدليل أنها هي نفسها تعتقد بضرورة انعزالها اقتصاديا وسياسيا عن محيطها العربي الذي تغيره وتغير عليه(!!)·· فإننا قد نواجه صعوبات مع الذين لا يفقهون، أو الذين يفقهون ولكنهم لا يعدلون، أو من يودون أن يعدلوا، بيد أنهم لا يستطيعون·
نحن نجزم، ونكاد أن نقسم، بأن اختراع دواء لمرض الزهايمر، قبل أن يطرد الشعب الصهيوني شارون من السلطة في انتخابات مقبلة، ليس في مصلحة العرب ولا المسلمين، لذات السبب المذكور أعلاه·
المهم، أن هذه مشكلة الصهاينة وليست مشكلتنا نحن، لأن من مصلحتنا الأكيدة أن يفعل قادة الكيان الصهيوني المعزول أكثر مما يقومون به الآن، إمعانا في إثبات حقيقة "رغبتهم هم أيضا" في الانعزال عن محيطهم غير المعترف بهم، لأنهم قوة احتلال، وليسوا دولة حقيقية·
العمليات الاستشهادية، ومع أن فضل تسريع حالة الزهايمر لدى شارون يعود لها وحدها، لم تتوقف حتى مع وجود جدار شارون، لذلك نظن أن "سهم الله تعالى" المذكور في قوله سبحانه وتعالى "وما رميت، إذ رميت، ولكن الله رمى"، هو هذا السهم بالذات·
لذلك نستطيع أن نقول لمريض الزهايمر: Hard Iuck, Guy!! فلقد دفعت أموال شعبك المزعوم لكي تسخر منهم، ولكي تقضي على مصالحهم الاقتصادية، لأن جدارك سيسهل مهمة مقاطعي اقتصادك وسياساتك الخرقاء، وهو أيضا لن يجلب لهم الأمن ولن يوقف الهجرة المضادة الى أوطانهم الحقيقية التي أتوا منها، لأنك "نسيت"، بسبب طبيعة مرض الزهايمر، أن تكمل البناء من ناحيتي الغرب، أي على امتداد السواحل الفلسطينية المحتلة المطلة على البحر المتوسط، ومن الجهة العلوية أيضا، لبناء سقف "لإسرائيل"، يحميها من هجرة الجاليات اليهودية المقيمة في فلسطين، الى أوطانهم الحقيقية في شتات العالم·
أما رسالتنا، التي تخصنا نحن كعرب، فنقولها لشارون أنه لا يحق له أن يبني سنتيمترا مكعبا واحدا من الأسمنت على أرض هي عربية، وهذا سيكون موضوعا لمحاسبات بيننا وبين "الإسرائيليين"، سيأتي وقت تصفيته يوما·
خارج الموضوع
نبارك لغير الظالمين خاصة قدوم هذا الشهر الفضيل، أما من سيقضون أيام هذا الشهر ولياليه في ظلم الناس ومنع تعليمهم، فلا رحمهم الله·
drjr@taleea.com |