يبدو أن مصير الشعب الفلسطيني بات مرهونا بيد قلة من قادته ومفكريه الذين تخلوا عن مبادئ وتاريخ القضية الفلسطينية منذ زمن وباتوا يقبلون بأنصاف أنصاف الحلول التي ترضي السياسة الصهيوأمريكية في المنطقة وبالتالي يستطيعون الحصول على نصيبهم من كعكة الرضى لجهودهم في وأد القضية الفلسطينية·
ولعل الاتفاق - غير الرسمي - بين المسؤولين الفلسطينيين والصهاينة أخيرا وما قامت به بعض وسائل الإعلام برسم هالة من القدسية على هذا الاتفاق وبأنه ليس بالإمكان أفضل مما قدم في هذا الاتفاق يؤكد لنا حقيقة الخيانة التي يعيشها الشعب الفلسطيني خصوصا إذا ما قرأنا بنود هذا الاتفاق المخجل·
فيما يتعلق بمدينة القدس المباركة نص الاتفاق على تقسيم المدينة واحتفاظ اليهود بالجزء الأكبر منها مع سيادة يهودية على حائط البراق مع وجود إشراف دولي برقابة صهيونية على المدينة المقدسة·
يتم تسليم الضفة الغربية للفلسطينيين - وهذا غير ممكن عمليا نتيجة السور الواقي - مع عدم المساس بأغلبية المستوطنات وهي التي تمثل مخالفة صريحة لقرارات الشرعية الدولية، كما يسمح الاتفاق للطائرات الإسرائيلية بالتحليق في المجال الجوي الفلسطيني دون الحاجة الى إذن·
كما ينص الاتفاق على أن تكون الدولة الفلسطينية مجردة تماما من السلاح·
أما خطورة الاتفاق في بنده السابع الذي يتعلق بمسألة "حق العودة" الذي أقره القانون الدولي حيث تنازلت هذه القلة الفلسطينية عن هذا الحق المقدس لملايين المشردين واختزلتها في خيارات محددة أمام اللاجئين وهي: التوطين في الدولة التي تستضيفهم اليوم، الهجرة الى الدولة الفلسطينية، الهجرة الى دولة ثالثة توافق على استيعابهم، الهجرة الى الأراضي الإسرائيلية مقابل شروط ونسبة دولية يتفق عليها في حينه ولكن قرار التوطين في الكيان الصهيوني سيكون بيد الصهاينة أنفسهم في نهاية الأمر، كما اشترط الصهاينة عدم ذكر عبارة "حق العودة" في الصياغة النهائية للاتفاقية·
بعد كل هذا··· ما عسى أبناء فلسطين الأبطال أن يفعلوا سوى المقاومة ولا شيء سواها ليحافظوا على بصيص الأمل والكرامة؟!!
abdullah.m@taleea.com |