لم تكن المطالبات الوطنية بمعزل عن الإرادة الشعبية منذ التحرك العام الذي حصل في عام 1989 من أجل عودة العمل بالدستور وإعمال البرلمان من جديد في تلك الحقبة المشهودة، والتي كانت تعرف يومها "بدواوين الاثنين" الخالدة·
كانت المطالبات واضحة وجلية، "إصلاحات سياسية" وتتبعها إصلاحات اقتصادية واجتماعية·· أين نحن الآن من هذا كله؟ وماذا يجري في البلاد؟ ومن المستفيد من أموال الشعب؟
فمن هذا الباب·· علينا كمراقبين لأداء البرلمانات المختلفة من بعد التحرير أن نتقبل ما يطرح من قبل بعض النواب في قضية إسقاط الديون وغيرها من أمور ماسة لمعظم الأسر الكويتية، في برلمان 2003·
وأكاد أجزم أن العتب الأكبر ينصب على مجلس 1992·· لماذا؟! لأن الفرصة الذهبية التي كان يحظى بها ذلك المجلس فريدة بكل المقاييس، ولا تتكرر لأي مجلس آخر فهو كان مدعوما شعبيا والقوى الشعبية ممثلة فيه بالكامل تقريبا والحكومة كانت تريد أن تلملم أوراقها بسرعة حتى تتجهز للانتخابات البرلمانية عام 1996 وعلى الرغم من بعض إنجازات للمجلس المذكور إلا أنها لا ترقى لمستوى المطالبات والخطط الإصلاحية التي كان يطمح إليها معظم الشخصيات الوطنية في تلك الأحداث التي مرت على الوطن من بداية 1989 حتى نهاية 1990/1991·
فمن هذا الباب أعتذر للذين يريدون توجيه الفوائض المالية للتنمية والإصلاحات السياسية والاقتصادية، وتخزينها للأجيال المقبلة·· أليس نحن كنا الأجيال القادمة في عام 1962 مجرد تساؤل؟
فالتاريخ أمامكم، والمضابط بين أيديكم، والعبث ماثل في كل ميدان من ميادين الوطن··! فإن كان كلامنا غير مقنع لكم·· فكلامكم لا يقنع حتى الحكومة!!!
mullajuma@taleea.com |