استغربت الأوساط والفعاليات القانونية والسياسية قيام جمعية المحامين الكويتية بتشكيل هيئة دفاع عن المتهمين العائدين مؤخرا من غوانتنامو وسبب ذلك الاندهاش أن جمعية المحامين أولا وأخيرا هي جمعية ترى مصالح الأعضاء وتدافع عن حقوقهم، صحيح أن لها دورا اجتماعيا وسياسيا وتوعويا إلا أنها بذلك الفعل قد خرجت عن الدور الحقيقي المنوط بها·
يا ترى ما العلاقة بين الجمعية والمتهمين العائدين؟ وهل الجمعية تدافع عن ذلك الفكر من عدمه؟ سؤالان يحتاجان إلى إجابة صريحة وواضحة لا لبس فيها ولا غموض، بل ما علاقة لجنة حقوق الإنسان التابعة للجمعية بفكر هؤلاء العائدين؟
أولا يا سادة يا كرام من ليس لديه محام تندب له المحكمة محاميا بنص القانون، ومن ليس لديه القدرة على توكيل محام ودفع قيمة الأتعاب، هناك لجنة المعونة القضائية التابعة للجمعية تكلف أحد الزملاء المحامين بالدفاع عن أي شخص ليس لديه المقدرة على دفع أجور وأتعاب المحامي، أما أن تقوم الجمعية ولمصالح انتخابية بحتة بوضع كل إمكاناتها وتجنيد كل طاقاتها للدفاع عن هؤلاء، فهذا والله لا يمكن أن يقبل من أي عاقل·
فمن يريد أن يتطوع منفردا من السادة الزملاء المحامين فهو وشأنه، ولا تثريب عليه إذا ما دافع أو تطوع أو ترافع عن أي من هؤلاء، فهو وقناعاته أما أن يقوم مجلس الإدارة المحترم وهم وزملاء أعزاء نكن لهم كل تقدير واحترام بتجاوز اختصاصات وأهداف ودور الجمعية ذات الماضي العريق الذي أرساه ورسخه أساتذة ومحامون من الرعيل الأول، فقد لعبت الجمعية في الماضي دورا بطوليا في الدفاع عن القضايا العربية والوطنية فضلا عن الدفاع عن الدستور والقانون والحقوق والحريات من الانتهاك والتدنيس·
لقد كان حريا بمجلس الإدارة الموقر أن يشكل هيئة دفاع قانونية عن الشهداء والمصابين الذين استشهدوا وأصيبوا في أحداث ما يسمى بشبكة أسود الجزيرة، وذلك بتقديم ادعاء مدني أمام محكمة الجنايات عن أسر وأبناء الشهداء والمصابين، فهذا هو دور الجمعية الحقيقي والفعلي، لماذا يكيل مجلس الإدارة بمكيالين ويميز بين المواطنين في التعامل، فالعائدون مواطنون والشهداء والمصابون مواطنون إلا أن العائدين متهمون بأعمال تخريبية وإرهابية تضر بسمعة الكويت بالدرجة الرئيسية، لدرجة أن البعض يتساءل بخبث هل تدافع جمعية المحامين عن تنظيم القاعدة؟ وهل يحمل بعض السادة الأعضاء فكر بعض العائدين أو ابن لادن أو الظواهري؟ لذلك نطالب مجلس الإدارة المحترم بالعودة إلى رشده والتقيد والالتزام بالفكر ومنهج أولئك الرجال من المحامين الذين أرسوا دعائم الحقوق والحريات· وأخيرا على وزير الشؤون تحذير الجمعية إذا ما خرجت عن أهدافها ودورها الحقيقي المنوط بها بنصوص القانون!
***
من يريد إسقاط الفوائد عن المتقاعدين والقروض عن المواطنين يريد بيع البلد بأرخص الأثمان فحب الكويت ليس كلمات تغنى في المجالس والمنتديات، من يحب هذه الأرض يجب أن يترجم تلك المحبة إلى أفعال ملموسة، ولا أظن أن هؤلاء المطالبين قد سمعوا بمصطلحات مثل أجيال قادمة ودخل قومي واستثمارات خارجية بل هدفهم المزايدات ودغدغة المشاعر والأحاسيس لكسب صوت هنا أو تأييد هناك، لقد تخلى هؤلاء عن دورهم الرقابي والتشريعي وأخذوا يوزعون الهبات والعطايا من بيت المال· |