رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الاربعاء 14 شوال 1426 هـ . 16نوفمبر 2005
العدد 1703

بلا حــــدود
صرخة في واد!!
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

هل يمكن لثقافة السلام أن تقهر ثقافة الحرب؟؟ سؤال تاريخي أجاب عنه الكثير من دعاة السلام عبر التاريخ البشري·· ممن استطاعوا أن يخترقوا آلة الحرب، ويروجوا لغة السلام التي يرون أنها قادرة على التصدي لآلة الحرب مهما بلغت شراستها!!

ويأتي المهاتما غاندي على رأس قائمة المنادين بنبذ العنف، وحمل غصن الزيتون بدلا من البندقية، بدأ حربه السلمية ضد العنف والطغيان من جنوب أفريقيا، وذلك قبل أن يعود الى الهند - وطنه الأم - ليبدأ حركة العصيان المدني في وجه الاحتلال البريطاني آنذاك، وليقود مسيرته الشهيرة التي قطع فيها غاندي ومئات من أتباعه ما يفوق الثلاثمئة متر في طريقهم الى البحر لصناعة الملح ردا على قرار جائر يحظر ملكية الملح إلا لحكومة الاحتلال!!

واستطاع نضال "غاندي" السلمي أن يحرر بلده في العام 1947 من الاحتلال البريطاني·

قائمة صناع السلام طويلة، وهي بالطبع لا تشمل أولئك الذين نالوا اللقب سياسيا، مثل الرئيس الفلسطيني الراحل "ياسر عرفات" والمصري "أنور السادات" وغيرهم ممن لن يتذكرهم التاريخ ولن يصنفهم كصناع للسلام حقا، ولن تترك إسهاماتهم في النفس البشرية ما تركته إسهامات رجل "كمارتن لوثر كنج" صاحب الحلم الشهير·

في بداية شهر نوفمبر الجاري قررت أسرة الصبي الفلسطيني (أحمد الخطيب) ذي الثانية عشرة ربيعا والذي كان الجيش الإسرائيلي قد أطلق عليه الرصاص وتوفي متأثرا بجراحه، قررت أن تتبرع بأعضائه لإنقاذ أطفال إسرائيليين، وحيث قالت الأسرة إنها تبرعت بأجزاء جسم طفلها الى مستشفى في حيفا من أجل تعزيز السلام بين الناس، ولجعل القلوب متلاحمة والسلام قريبا·

قرار أسرة الطفل الفلسطيني إذا تحمل دعوة سامية للسلام وسط حمم من العنف والقتل والدمار، لكنها دعوة تأتي وبكل أسف في حقبة من الزمن تكاد تنعدم فيها الرموز الداعية للسلام، وتكاد تصبح آلة العنف هي وحدها السائدة والمسيطرة بصورة أصبح معها شعار الحرب هو الشعار الوحيد الذي استقر في النفس البشرية وتحكم في أهوائها وأمزجتها·

اختلفت مساعي السلام عبر التاريخ البشرى في صورها وأشكالها، وإن كانت قد اتفقت في أهدافها، بدءا بمشروع الألعاب الأولمبية في روما القديمة واليونان، ذلك المشروع الذي كان يهدف في جوهره الى ترويج السلام بين الشعوب آنذاك، ومرورا بالجهود التي أينعت في أوروبا إبان العصور الوسطى، ووصولا الى جهود السلام في العصر الحديث، وبالتحديد في أعقاب الحرب العالمية الثانية، التي تأتي على رأسها الجهود الدولية في اتفاقية لاهاي في العام 1956 لمحاصرة التسلح، وقرار الأمم المتحدة في العام 1968 الرامي الى الحد من الأسلحة النووية، وقبل ذلك كله كان مشروع العالم السويدي "نوبل" الساعي الى مباركة السلام من خلال جائزته الشهيرة·

وعبر تلك المحطات التاريخية البارزة في مسيرة السلام، كان الحلم البشري الدائم بأن تتغلب نزعة السلام على طبول الحرب، وأن تنعم الإنسانية بمذاق الحياة بدلا من الموت، لكن شيئا من هذا لم يتحقق وبكل أسف، وبدلا من أن يتعظ العالم بعد خسائر الحربين الكبيرتين أشعل الحروب في كل بقعة، تغذيها تجارة رائجة للسلاح لم تكبح جماحها ولم تسيطر على نشاطها كل اتفاقيات الحد من الأسلحة، نووية كانت أم تقليدية·

الرسالة السامية التي أرسلتها أسرة الطفل الفلسطيني، لن يتعدى أثرها وبكل أسف، مانشيتات الصحف والتي سرعان ما ستجد نفسها محاصرة بأخبار الحرب والقتل والدمار، ولتصبح معها دعوة السلام الفلسطينية المضرجة بدم الطفل "أحمد الخطيب" مجرد صرخة في واد لا تحمل جنباته ترددات الصدى المعتادة·

 

تنشر بالتزامن مع "البيان" الإماراتية

suad.m@taleea.com

�����
   

1:
محمد موسى الحريص
عولمة الفوضى:
الدكتور محمد سلمان العبودي
الحصار الاقتصادي:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
صرخة في واد!!:
سعاد المعجل
الفساد·· مرة أخرى:
محمد موسى الحريص
جمعية المحامين وعائدو غوانتنامو:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
أول قراءة لمسودة عقد خدمات مشروع حقول الشمال
حقول الشمال: إشگالات مسودة العقد:
المهندسة سعاد المنيس
حوار مع الذات – 7:
فهد راشد المطيري
تفجيرات الأردن:
محمد بو شهري
تساؤلات المستثمرين!:
عامر ذياب التميمي
تمييز اجتماعي مقيت:
د. محمد حسين اليوسفي
إسقاط القروض·· من هذا الباب!:
عبدالخالق ملا جمعة
حدث وتعليق:
مسعود راشد العميري
أطفالنا يضربون في المدارس:
المحامي نايف بدر العتيبي
عديل الروح :
محمد جوهر حيات