استياء وغضب أبداه المجتمع السعودي وهو يشاهد لقطات فيديو بثت عبر منتديات الإنترنت وجوالات السعوديين، يظهر فيها "مدرسا" يضرب طالبا في المرحلة الابتدائية بسلك كهربائي وعلى الرغم من توسلات الطفل الذي لم يتجاوز عمره العاشرة إلا أن المعلم واصل ضرب الطالب الذي لا حول له ولا قوة على كل أجزاء جسده الضعيف وهو يبكي ويستغيث دون جدوى ولا من مجيب، هذه اللقطات المؤثرة التي تمثل العنف الذي يمارس على صغارنا الطلبة من قبل معلمين ومعلمات فقدوا دورهم التربوي وتحولوا الى جلادين قساة هو ما تمكن أحد التلاميذ أو المعلمين الشرفاء من تصويره ونشره ولكن يبقى الكثير الذي لا يظهر ولا يعلم به أحد ولا يتم تصويره·
في الدول العربية يحدث هذا ولكن لا يخرج لعامة الناس إما بسبب خوف الطالب من أن يخبر ولي أمره ويضرب مرة أخرى أو بسبب تدخل إدارة المدرسة وإخفاء الحقائق للحفاظ على سمعتها من قبل الوزارة·
يجب أن نحارب ظاهرة العنف ضد الأطفال سواء جسديا أو نفسيا أو جنسيا، ونواجه هذه الظاهرة الخطيرة، والدور الكبير وقع على عاتق مؤسسات المجتمع المدني إن وجدت وخصوصا منظمات حقوق الإنسان لنشر الوعي والتنديد بمثل هذه الممارسات ووضع التشريعات اللازمة لردع مثل هذه الظاهرة وكشفها وتجريم هذه الأفعال ضد الأطفال الأبرياء·
مع كل المشاكل التي يعاني منها قطاع التعليم والحاجة الماسة الى تعديل المناهج وتطويرها لتواكب العصر الحديث، وعدم كفاءة الطاقم التعليمي وطوال اليوم الدراسي وثقل الحقيبة المدرسية وعدم توافر وسائل نقل حديثة وعدم وضوح الرؤية لمخرجات التعليم وربطها بحاجات المجتمع وسوق العمل، نضيف مشكلة خطيرة أخرى حفظ الله أطفالنا وأطفال العالم·
nayef@taleea.com |