بين فترة وأخرى يهدد بعض القادة الغربيين بعض الدول العربية بفرض حصار اقتصادي عليها إن هي لم تلتزم ببعض القضايا ومنها قرارات مجلس الأمن·
لا نريد أن نقول إن هذا الكلام لا يوجه إلى إسرائيل التي دائما ما تضع قرارات مجلس الأمن تحت قدميها ولا تبالي بتصريحات أحد، بل ولا يتجرأ أي رئيس دولة غربية بتهديدها لأن النتيجة ستكون إسقاطه من الحكم!
إذاً فالرؤساء الغربيون لن يوجهوا هذا التهديد إلا إلى رؤساء الدول العربية··
فالرئيس الفرنسي شيراك وهو في وسط الاضطرابات الداخلية خرج ليهدد سورية بفرض حصار اقتصادي عليها·
وكذلك الحال بالنسبة للقادة الأمريكان الذين يهددون السعودية تارة والكويت تارة أخرى باللغة نفسها!
الحصار الاقتصادي إن فرض على أي دولة فإن المتضرر الأساسي منه سيكون الشعب نفسه وليس الحاكم ومن يلوذ به!
ولعل تجربة فرض الحصار الاقتصادي على العراق خير دليل على ذلك حيث إن صدام حسين ومن خلال رشوته لأغلب المسؤولين في الأمم المتحدة من خلال برنامج النفط مقابل الغذاء - كما تبين أخيرا - لم يتضرر أبدا، بل إن شعبه هو الذي تضرر ولاقى الأمرين!
لابد أن الفرنسيين قد استفادوا كثيرا من الهيجان الشعبي الذي وصل إلى حد غير مسبوق من خلال ممارسة "الظلم الاجتماعي" واحتقار طبقات معينة من الشعب وشعورها بالغبن والحرمان إلى الدرجة التي أوصلتهم إلى ممارسة "التخريب"·· لابد أن الفرنسيين استفادوا أن هذا الأمر قد يتحول إلى نقمة أكبر إن هم مارسوا الظلم تجاه شعوب بكاملها وأظن أن تجربتهم الجزائرية خير دليل على ذلك·
وبالتالي فإن التهديد بالحصار الاقتصادي يجب ألا يتكرر على لسان المسؤولين الغربيين تجاه البلاد العربية وإن كنا نريد أن نسمعه إن كانوا يملكون الشجاعة تجاه حكومة إسرائيل! إن كانوا صادقين في مطالبتهم باحترام قرارات مجلس الأمن التي صاغوها هم بأنفسهم· |