· "بوعرام" بلسان الكويتي العتيق هو - لمن لا يعرفه -: "الباص والأتوبيس" والحافلة بحسب مجمع الخالدين في مصر المحروسة!
ونعت طائرات الخطوط الجوية الكويتية بهذا الاسم المجازي يحيل إلى الأصالة والعراقة التي باتت تتسم بها تلك الطائرات الحرية بأن تتربع في متحف الطيران، وتنام في مخازن "السكراب" إلى الأبد! إن طائرات الكويتية تضاهي "باصات" شركة المواصلات، كما لو أنها توأمها! إن حالة التردي التي وصلت إليها خدمات المؤسسة يشعر بها كل مسافر على متن خطوطها المبتلاة بسوء الصيانة، والترهل، وتأخر مواعيد إقلاعها وهبوطها! إن الواحد منا - نحن معشر الكويتيين - يختار السفر على الكويتية لاحسا المقولة الحكيمة: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، على الرغم من أنه لدغ من مواعيد الكويتية مرات عدة!
وأحسبني لا أغالي إذا نوهت بأن تأخير مواعيد الرحلات صار هو القاعدة، أما الطيران في الموعد المحدد فهو الاستثناء الذي يحدث مصادفة بين حين وآخر·· أنت وحظك! تماما مثل بيضة الديك الأسطورية!
· من هنا لاعجب أن يتسرب ركاب الكويتية، الذين ألغوا السفر على متن طائراتها، إلى الطائرات العربية الخليجية والأهلية المحلية!
الأمر الذي يشي بأن الرهان على شغف الكويتيين وحبهم للسفر بطائرات الكويتية والتعويل عليه من قبل إدارة المؤسسة، لم يعد قائما بحكم واقع الحال!
ويبدو لي أن الحب الذي كانت تحظى به الكويتية من قبل المواطنين أصبح في خبر كان، وينتمي إلى الماضي التليد الذي يحيلنا إلى العصر الذهبي للمؤسسة، حين كانت في مقدمة شركات الطيران العربية! فضلا عن أنها كانت تنال جوائز وشهادات تقدير شتى جراء خدماتها المتميزة، ومواعيدها الدقيقة كما الساعة السويسرية، وصيانتها المستمرة، وغير ذلك من صفات ومناقب كانت تسمها وتميزها عما عداها من شركات الطيران· سقى الله الأيام الخوالي، حين كانت طائرات الخطوط الجوية الكويتية خير سفير لدولة الكويت وضواحيها· وباتت اليوم كما "عزيز قوم ذل" نفسه بنفسه، ربما لتسهيل مشروع الخصخصة ليتم بثمن بخس: ملايين معدودة!
إن أخشى ما أخشاه هو تحول طائرة المؤسسة الوطنية إلى "بوعرام" عتيق يذكرنا بالحافلة التي تلقط الركاب وتنقلهم إلى مناطق الكويت "النائية" كالجهراء والأحمدي والفحيحيل وغيرها! فتتم خصخصتها بحكم أنها "بوعرام" لا طائرة!! |