إذا صحت الأخبار بأن هناك تغييرا حكوميا شاملا سيتم من خلاله إقصاء أو استبعاد أغلب الوزراء بمن فيهم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الدكتور إسماعيل الشطي فإن السلطة أو بالأحرى سمو رئيس مجلس الوزراء قد ترجم أو أكمل سياسته الإصلاحية لأنه في تقديري كان الخطأ الأكبر منذ البداية توزير شخصية حزبية حدسية لماذا؟!··· ببساطة شديدة إن الإخوة في "حدس" يحسبون تحركاتهم بالورقة والقلم والمسطرة والآلة الحاسبة، ويدرسون كذلك ما هي الخسائر والأرباح··· وبمعنى آخر أكثر صراحة ليس في بال (حدس) إصلاح أو تنمية أو إنجاز مشاريع تهم البلد فقط، همهم الوحيد هو ماذا يمكن أن نجني أو نربح أو نكسب· ومع الأسف الشديد فقد وضعت الحكومة ثقتها وبيضها كله في سلة (حدس)· لأن الدكتور إسماعيل محسوب أولا وأخيرا على الإخوان، ومن يقول غير ذلك فهو كاذب··· ومخادع وماكر·· على العموم إن ما يعنينا في هذا الجانب هو أن تكون السلطة قد استوعبت الدرس جيدا بعد الصفعة الأخيرة التي تلقتها من الحدسيين· والتي يجب عليها - أي السلطة - أن تفكر ألف مرة قبل الدخول في أي نوع من أنواع التحالف مع أمثال هؤلاء·
يا إخوة قلنا مرارا وتكرارا وبالفم المليان يجب التروي والتفكير قليلا قبل اختيار الوزراء وإعلان التشكيلة النهائية، هذا فضلا عن اختيار نوعية الوزراء من حيث الإمكانات والقدرات الشخصية والاجتماعية والسياسية· نريد حكومة تلعب سياسة بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى، حكومة بعيدة عن المحاصصة لأنه يجب ألا يكون اختيار الوزير فقط لأنه يتردد على قطب حكومي أو برلماني أو أنه محسوب على الشيخ الفلاني أو القبيلة أو الطائفة العلانية·· فلقد سمعنا عن قصص وروايات في كيفية وآلية اختيار الوزراء يندى والله لها الجبين·· أهكذا يكون اختيار الوزراء وبهذه العقلية تدار آلية تشكيل الحكومة الكويتية التي من المفروض أنها سترسم السياسة العامة للدولة بجميع جوانبها وصورها، فأحد الوزراء قد تم اختياره وكان كل إمكاناته أن يلعب "كوت بوستة" بديوانية أحد الأقطاب··· خلاصة القول أن على سمو رئيس مجلس الوزراء أن يفكر مليا ويأخذ نفسا عميقا جدا ويحسب ألف حساب عندما يريد تشكيل الحكومة لأنه في النهاية إذا ما نجحت الحكومة سيكون مردود ذلك على الشيخ ناصر نفسه وإذا ما أخفقت سيكون الضرر على الشيخ ناصر نفسه أيضا·
لذلك نقول لسمو رئيس الحكومة حذار حذار وإياك إياك أن تضع يدك بيد أصحاب اللحى المتأسلمين فإن أول من سينقلبون عليه إذا ما وجدوا الفرصة مواتية هو أنت يا سمو الرئيس··· ولك في توزير إسماعيل خير دليل·
***
في أول الأسبوع الحالي اشتغلت بورصة إشاعات أسماء الوزراء أو التشكيلة الحكومية القادمة وكان من بين هذه الأسماء أحد وزراء التأزيم الذين خرجوا من الحكومة السابقة لمحاربتهم تعديل الدوائر· ويا خوفي أن تصدق هذه الإشاعة ويعود من خرج أقوى مما كان عليه بكثير خاصة أن تلك الشخصية قد وضعت يدها وتحالفت مع "بعض القوى الدينية" مؤخرا وهم بهذا الفعل كأنهم ثعلب "يخدع ثعلباً"· |