رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 7 مارس 2007
العدد 1764

اليمن الديمقراطي والإبادة الجماعية!
د. عمران محمد القراشي
omuhammad@hotmail.com

أين نحن من الأحداث الدموية في صعدة باليمن السعيد؟

تناقلت وكالة الأنباء اليمنية والصحافة العالمية خبر رفع الحصانة البرلمانية عن عضو مجلس النواب اليمني يحيى بدر الدين الحوثي (28/2/2007) بتهمة الضلوع في أعمال إرهابية والدعوة للتمرد على النظام القائم، والتخابر مع دول أجنبية· وبالمقابل ذكرت صحيفة الشرق الأوسط في عدد 25 فبراير 2007 أن السلطات اليمنية اعتقلت مجموعة من أتباعه اليمنيين الحوثيين ومنهم نجله "علوي" وهو يحمل جواز سفر دبلوماسي بعد أن كانت أعطتهم الأمان·

وأضاف البرلماني يحيى الحوثي "وصلني أن السلطات اليمنية تقوم الآن بتعذيب السجناء في عموم السجون وتستعين في ذلك بمن يسمون أنفسهم الإخوان المسلمين المصريين والسوريين والبعثيين العراقيين"· وأما بالنسبة لسفره للخارج وزيارته للرئيس الليبي معمر القذافي فيقول الحوثي "إنه استجابة لدعوة شخصية للتوسط بين الحكومة اليمنية والحوثيين بطلب من الرئيس علي عبدالله صالح"·

ما يثير كثيراً من الشكوك والتساؤلات حول الادعاءات الحكومية اليمنية أن هذه الاتهامات لجماعة الحوثي هي نفسها التي من خلالها شنت حملة إبادة جماعية ضد جماعة حسين الحوثي عضو البرلمان اليمني في 1993 - 1997 الذي كان أنشأ تنظيم (الشباب المؤمن) في منطقة حيدان، والتي قام النظام اليمني باستعمال جميع أنواع الأسلحة لاستئصاله مع جماعته التي تقطن صعدة القريبة من الحدود السعودية والتي تبعد (250كم) من العاصمة صنعاء· وتقول الوكالة الغربية CNN على موقها بالإنترنت (15/9/2004) إن حسين الحوثي وأنصاره قتلوا بعد اشتباكات دامت 80 يوما وكانت التهمة إثارة الطائفية التي تضر بالوحدة الوطنية· ونشرت صورة حسين الحوثي مضرجا بدمائه· وقالت وكالة الأنباء BBC في موقع بالإنترنت بتاريخ (10/9/2004) "إن الحوثي يتهم الرئيس علي عبدالله صالح بتلقي الأوامر من الولايات المتحدة لسحق من يعادون إسرائيل والسياسة الأمريكية في المنطقة على حد تعبيره· في حين أن الحكومة اليمنية اتهمت الحوثي بإنشاء جماعة مسلحة وإقامة مراكز دينية تحرض على العنف ضد الولايات المتحدة دون ترخيص من الدولة"·

وأضافت BBC "إن الحوثي زيدي المذهب، وبالرغم من عدائه للولايات المتحدة لم يثبت أي علاقة بينه وبين القاعدة"·

إن الشعوب العربية والإسلامية تعاني من الكثير من حكوماتها التي لا تعير أي احترام لحقوقها السياسية والدينية بل الإنسانية، وإذا كانت هناك أقليات في بعض هذه الدول المتخلفة تتعرض لشتى صنوف الاضطهاد والتمييز والتضييق عليها حتى قد يصل إلى المحاربة والإبادة كما حصل في كردستان شمال العراق والشيعة في جنوب العراق إبان حكم صدام البعثي والمقابر الجماعية التي تكشفت بعد سقوط البعث وهلاك صدام وزمرته المجرمة ليست عندنا بخافية وهو الذي كان يسميه المغفلون ببطل القادسية وحامي البوابة الشرقية، والآن الشهيد المظلوم· وهناك دول أخرى مارست وتمارس أبشع أنواع الطائفية والتمييز ضد أقلياتها، ولكن حيث إن أمريكا والغرب تعتبر أنظمتها صديقة ومعتدلة مع دكتاتوريتها المطلقة وعدم تمثيلها لشعوبها تتغاضى عن تلك الممارسات اللاإنسانية والمخالفة للمواثيق الدولية وللمبادىء الإسلامية السامية التي تصرح (ولقد كرمنا بني آدم)، (لا إكراه في الدين)·

إحساسا منا بالمسؤولية تجاه كل إنسان يتعرض للانتهاكات والمطاردات بسبب دينه أو مذهبه أو أصله لو لونه أو فكره ورأيه في أي مكان والآن ما نتابعه من أخبار مروعة عن قتل المواطنين اليمنيين في منطقة صعدة باليمن ونستذكر الرسالة التي بعث بها عضو البرلمان اليمني يحيى الحوثي إلى (المنظمة اليمنية لمراقبة حقوق الإنسان) و(حركة كفاية) والتي قال فيها: "··· إن ما تقوم به السلطات اليمنية من ممارسة العدوان والقتل لأهالينا في صعدة وغيرها داخل بيوتهم دونما أي حق سوى العدوان المنطلق من روح الكراهية والبغضاء وحب الانتقام والتسلط، ولقد علمتم بالأساليب التي مارستها السلطة بحق إخواننا في صعدة من قتل الأبرياء وبعثرة قبور الشهداء الذين قتلتهم بالغازات الكيميائية وجر جثث الشهداء في الشوارع بالسيارات وإحراقها في صورة بشعة سقطت معها الكرامة الإنسانية إلى أبعد هوة حيث يشعر الواحد بالخزي أن يحسب على أمة هذا سلوك حكامها···

كما تسمعون كل حين بأحوال المساجين حيث تختفي مجموعات منهم وأخرى تعذب حتى الإعاقة وآخرون يضربون بإبر الهلوسة وآخرون عراة··· ونحن لا نزال نطالع عن انتهاكات وإيذاء ليس الرجال فقط بل حتى النساء والأطفال···"· هذه فقرات من رسالة عضو البرلمان اليمني يحيى الحوثي للمنظمة اليمنية لمراقبة حقوق الإنسان وحركة كفاية (17/11/2005)·

ألا تكفي هذه الادعاءات والحوادث التي تعرض لها اليمنيون الأقلية من أتباع المذاهب الإسلامية الزيدية وغيرها وخاصة أتباع الحوثي من إبادة جماعية ومحاولات استئصال بالدعوة لتشكيل لجنة تحقيق دولية بأوضاع هذه الأقليات والجرائم بحق الإنسانية؟

أين جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي؟ أم أن الحكومات دائما على حق؟

 omuhammad@hotmail.com

�����
   

"بوعرام" الخطوط الكويتية!:
سليمان صالح الفهد
لماذا الاستقالة؟:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
هموم آينشتاين:
سعاد المعجل
ولم يقف حديث اللحى:
على محمود خاجه
"اللي ما يطيع يضيع!!":
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
الجمعيات التعاونية يا نواب:
المهندس محمد فهد الظفيري
اليمن الديمقراطي والإبادة الجماعية!:
د. عمران محمد القراشي
المعذرة سيد سماحة:
د. محمد عبدالله المطوع
الاحتقان والتشنج السياسي... والهيئة البرلمانية العربية لحقوق الإنسان!:
محمد جوهر حيات
ماهية الحرية:
محمد بو شهري
"حتمية الانتظار في لبنان":
عادل رضـا
النفوذ اليهودي في سويسرا:
عبدالله عيسى الموسوي
من للغريبة في يومها؟:
علي عبيد
طوفتنا الهبيطة... نحن وأشقاءنا الأشقياء!:
خالد عيد العنزي*
الاقتصاد وبهجة الإنسان المفقودة:
د· منى البحر