رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 22 جمادى الأول 1426هـ - 29 يونيو 2005
العدد 1684

دوي الأفكار
كوداك والنواب
فيصل عبدالله عبدالنبي
machaki@taleea.com

الأمريكي (جورج ايستمان) مؤسس شركة (كوداك Kodak) التي أصبحت عام 1994 من بين أفضل 25 شركة في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي شركة متخصصة في آلات التصوير وما يتعلق بها، ولكن ازداد نشاطها وتوسع ليشمل تصنيع آلات طبية وأقمشة ومنتجات الكترونية· وجورج ايستمان بعد أن حققت كوداك شهرة واسعة استطاع تحقيق حلمه بأن يجعل كل الناس تستخدم الكاميرا فطرح كاميرا بدولار واحد لتصبح بمتناول الجميع، وكان يهتم بموظفيه حتى أنه خفض ساعات عملهم دون أن يخفض أجرهم، وصمم برنامجا لرعايتهم وحمايتهم في حالة الحوادث والمرض، ووصل عدد موظفي الشركة عام 1911 الى 5000· والعجيب أن جورج ايستمان لم يتزوج في حياته ونذر نفسه لعمله، وفي تاريخ 14 - 3 - 1932 دعا أصدقاءه في منزله حيث تنازل عن كل ثروته الى جامعة روتشسر، وبعدها صعد الى غرفته وأطلق النار على نفسه وترك رسالة قصيرة قال فيها: (لقد أنجزت عملي، فلماذا الانتظار؟)· فقد أنهى حياته برباطة جأش كما عاشها لمدة 77 عاما·

نحن لا نؤيد الانتحار حيث إنه مخالف للشريعة وللأخلاق الإنسانية، ولكن نتساءل إذا كان رجل مثل جورج ايستمان الذي حقق أهدافه وأفاد البشرية انتحر لأنه أنجز عمله وأهدافه وما عليه من واجبات، فماذا يجب أن يفعل نوابنا في البرلمان الذين لم يقوموا بواجبهم الرقابي ولا يستطيعون ردع التجاوزات ولا تطبيق الإصلاحات ولم يحققوا وعودهم للناس، هل يُقطّعون أنفسهم كاعتذار من الشعب الكويتي؟ نحن لا نطلب منهم الانتحار ولكن ليخرجوا على الملأ ويقولوا بالفم المليان (نحن لا نستطيع تفعيل الدستور··· ولا نستطيع وقف التجاوزات، ولا نستطيع الإصلاح، المسألة صعبة علينا·· وانسوا كل وعودنا لكم) فلينتحروا سياسيا وليس جسديا، وليتنحوا ليأتي مكانهم نواب أكثر كفاءة وقدرة على أداء واجبهم البرلماني، فهذا أفضل من وضع التبريرات والصراخ أمام الشاشات وإبراز العضلات البلاغية على الفاضي والنتيجة النهائية لا شيء يتغير للأفضل بل أصبح المواطن قلقا من المستقبل، حتى الرياضة التي هي أمر بسيط وليست اختراع مركبة فضائية، لا يستطيعون حل مشاكلها فكيف بالمشاكل الأخرى؟!

من شاهد جلسة يوم السبت الماضي حول مشاكل الرياضة يسمع العجب العجاب، إذ تبدأ الجلسة بكلام النواب والمفروض أن تبدأ ببيان لوزير الشؤون حول أسباب تدهور الحالة الرياضية، ولكن من حضر الجلسة يرى عدم المبالاة من كثير من النواب إلا القليل منهم الذي تراه جادا بالإصلاح وقلبه محروق على البلد، فمن المضحك - قضية ذكرها النائب عبدالوهاب الهارون - أن أحد المسؤولين الرياضيين دخل صالة لعبة الجمباز وشاهد صورة لاعب جمباز يمارس اللعبة ورأسه للأسفل وقدماه للأعلى، فقال هذا المسؤول: لماذا هذه الصورة مقلوبة·· أرجو تعديلها ليكون رأس اللاعب للأعلى وقدماه للأسفل!)· مسؤول رياضي لا يعرف كيف تمارس لعبة الجمباز فكيف نريد للرياضة أن تتطور؟! بل قس على هذا المسؤول كثيرا من المسؤولين في مراكز بمختلف مؤسسات الدولة ليست من اختصاصهم ولا يستطيعون تأدية دورهم على أكمل وجه بسبب عدم كفاءتهم لأنهم جاؤوا عن طريق "الواسطة" والنفوذ، فتجارب التاريخ تقول: إن أي بلد ترى فيه كثرة الأشخاص الذين يمسكون بمناصب ليست من اختصاصهم فمن الصعب لهذا البلد أن يتطور· وحسب ما نرى على أرض الواقع لدينا، نادرا ما نجد الكفاءات في أماكنهم التي تستحقها· فإذا كان بعض النواب ليسوا كفاءة ليكونوا نوابا، وإذا كان بعض المسؤولين ليسوا كفاءة لمناصبهم، فلا نقول إلا (لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) ونتمنى أن يأتي اليوم الذي نشاهد فيه الرجل المناسب في المكان المناسب، ونتمنى أن يكون هذا اليوم قريبا جدا، وليكن لدينا أمل بالإصلاح أفضل من الإحباط والاستسلام للواقع السلبي·

machaki@taleea.com

�����
   
�������   ������ �����
العناصر الإيجابية ي مؤسسات الدولة
سقراط الكويت
فاقد الشيء لا يعطيه
ماذا بعد عودة الأموال؟
الوعي المزيف والوعي الواقعي
فرق تسد...
بقناع جديد
اللجنة الوطنية لإعادة أملاك الدولة
جهد أقل...
وإصلاح وتطوير أكثر
لقد اقترب الفرج
جمعيات النفع العام في شراك الاستبداد
الكويتي المبدع والمفكر
الشعب هو ما يحمله من أفكار
سلطة الفاكهة والكوكتيل
التعددية وصراع الأضداد
مالكم والسيد المهري
لا ونعم
إذا كان الشعب لا يبالي
الفوضى المنظمة
حزب الله والنظرة للذات
  Next Page

تجدد قضايا البدون:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
مفارقات.. عربية.. رسمية.. خاصة!:
أحمد حسين
الدكتورة معصومة مفخرة للكويت:
محمد بو شهري
حوار مع الذات(1):
فهد راشد المطيري
شخصية عامة:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
اكتشاف الأوهام!:
عامر ذياب التميمي
شيصير إذا...؟:
على محمود خاجه
السلطة المفقودة:
المحامي نايف بدر العتيبي
كوداك والنواب:
فيصل عبدالله عبدالنبي
.. وماذا نحن فاعلون إزاء هذه الجريمة؟:
عبدالله عيسى الموسوي
امرأة تستحق التقدير:
محمد جوهر حيات
"ناس تخاف.. ماتختشيش":
صلاح الهاشم
ضجيج على اجتماع لم تنعقد حلقاته!!:
عبدالخالق ملا جمعة
توجه إلينا فورا:
عبدالحميد علي
جولة رايس:
فيصل أبالخيل