بعد إحقاق الحقوق السياسية للمرأة الكويتية، تحقق حلم آخر، وهو تقلد الدكتورة معصومة المبارك للمنصب الوزاري، إن ذلك الأمر الحيوي والمهم، والذي سوف يدون في صفحات التاريخ السياسي في الكويت، قد أسعد أنصار المرأة والأحرار، أما بالنسبة إلى الرجعيين أعداء المرأة والحياة، فهؤلاء يرثي الإنسان لحالهم كثيرا، ولاسيما عندما تصدوا للدكتورة بالزعيق والنعيق والضرب على الطاولات كتلامذة الصف الأول الابتدائي، إن هذه الكيفية السقيمة في التعامل مع الدكتورة، وفي اليوم الأول لها في بيت الشعب، يدل على مدى الإفلاس والإسفاف الذي وصل إليه هؤلاء، وإنه من مهازل الزمن حينما لم يكترث هؤلاء لأهمية القسم الذي تقوم فيه الدكتورة، ولقد خيل إليهم، أن الدكتورة عندما سكتت عن عويلهم، بأنه ضعف أو خشية منهم بسبب جنسها البشري، ثمة مثلا دانماركي يقول: المرأة نحلة رائعة، تعشق الزهور، وتعطيك العسل، ولكنها قد تلسعك· لذا على هؤلاء أن يدركوا جيدا، أن الدكتورة لو أرادت أن تسايرهم الى ما هبطوا إليه لفعلت، بيد أنها ارتأت على الترفع عن ذلك الأسلوب المعوج، واستمرت في أدائها للقسم، والذي يقينا تعلم مدى أهميته ومكانته، خلافا لهؤلاء الذين تملصوا لسنوات من مبادئ وقيم القسم السامية، ولجؤوا الى سفاسف الأمور والضحك على الذقون، لقد سئمنا وازدرينا تلك المناحة شبه اليومية من هؤلاء المتاجرين بالدين، نقول لهم وبأعلى أصواتنا، يا ليت هناك عشر نساء فضليات من أمثال الدكتورة معصومة، والتي يشهد لها القاصي قبل الداني، من حيث التزامها بالعمل الإنساني وحرصها على المبادئ الوطنية، وذلك عن طريق كتاباتها ومشاركاتها في الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية، ناهيك عن رعايتها واهتمامها الكبير بأفراد أسرتها، وبالرغم من مشاغلها وارتباطاتها الدائمة· في الأسبوع الفائت قرأنا عبر الصحف، أن أعداء المرأة والحياة، قد طالبوا بإحالة موضوع توزير الدكتورة معصومة الى المحكمة الدستورية، لبيان ما إذا كان يشترط فيمن يتولى الوزارة قيده في سجل الناخبين من عدمه، على ضوء النصوص الدستورية الواردة في الطلب ونص اللائحة الداخلية· ولا اعتراض على ذلك إذا لم تكن المسألة انتقائية أو الكيل بكيلين·
على الرغم من كل الشطط الذي شاهدناه واستمعنا إليه، منذ تولي الدكتورة معصومة مبارك وزارة التخطيط ووزارة الدولة لشؤون التنمية الإدارية، فإنها تبقى مفخرة لأهل الكويت قاطبة· ومن هنا نطالب كل الأحرار وأنصار نصف المجتمع، بألا يبخلوا بدعم ومساندة الدكتورة في مسيرتها، حيث إنها ستعمل على تمهيد وتسهيل الطريق، لمن يليها من النساء الفضليات ذوات الكفاءة المنشودة·
freedom@taleea.com |