المواضيع الإنسانية لا تنسى في المجتمعات المتحضرة، بل إنها تظل في ضمير الناس وإن حاول المسؤولون إبعادها عن أولوياتهم·· لهذا فإن قضية "البدون" التي أصبحت اسما يقترن مع الكويت ما زالت حية في أذهان الكثيرين، سواء الكويتيون المهتمون بقضايا حقوق الإنسان أو بقية أحرار العالم الذين يتابعون القضايا الإنسانية في مختلف الدول·
ولعل الحادثة الأخيرة التي هزت ضمائرنا هي تعرض امرأة من فئة البدون الى اعتداء من مسؤول اللجنة العليا لغير محددي الجنسية أمام والدها بالضرب والإهانة·
هذه الحادثة مع أنها فردية إلا أنها نموذج واحد لما تعاني منه شريحة كبيرة بدأت أوضاعهم المعيشية والحياتية تزداد سوءا وصعوبة مع تشدد القرارات الصادرة ضدهم ومعاملتهم وكأنهم "مجرمون" الى أن يثبت العكس·· الكويت وقعت على الكثير من المعاهدات الدولية المهتمة بحقوق الإنسان وعلى العهدين الدوليين، لذلك فإن هذه المعاهدات بعد التوقيع تصبح من ضمن القوانين الكويتية التي يجب مراعاتها واحترامها وتطبيقها·
ومن المهم الآن معرفة أن حق العمل وحق التعليم وحق التنقل يجب أن يتمتع بها هؤلاء الناس كما يتمتع بها المواطن والمقيم، لذا فإن استمرار منعهم من هذه الحقوق يعد حسب الاتفاقيات الدولية التي وقعتها الكويت انتهاكا لها وتعديا غير مبرر على موادها·· وتصبح الكويت مطالبة دوليا بتبرير موقفها من عدم تطبيق هذه المواد القانونية·
الكثير من التقارير الدولية والتصريحات للكثير من المسؤولين في العالم تتعرض لهذه القضية وتطرحها بين فترة وأخرى·· ولعل الإخوة النواب وبالأخص أعضاء لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان مطالبون بإثارة هذه القضايا مع الأطراف المعنية في الحكومة وحثهم المتواصل لحل هذه المعاناة والالتزام بالجانب القانوني ورفع المعاناة الإنسانية لهؤلاء البشر·· وهي قضية إن تمت بنجاح فستصب في النهاية لمصلحة الكويت وسمعة شعبها· |