المجتمع الأمريكي تحكمه ثلاثة عناصر رئيسية هي الشعب والكونغرس والصناعة، بعدها تأتي الأحزاب أينما توجد مصالح العناصر السابقة يتواجدون معا بحكمة وتأنٍ بحيث يكون أي تحرك يجب أن يخدم جميع العناصر أو الركائز سالفة الذكر لذلك تجد المجتمع الأمريكي لا يعير أي اهتمام للدين ولا العِرق ولا اللون، من يخدم وينتج يستحق الخدمة ويُعطى القيادة·
من الجانب الصناعي كانت رايس تخدم في شركة تعمل في مجال النفط أي أنها تعرف تماما قيمة الخسارة والربح في منطق السوق، والآن تغير دورها وانتقلت عن طريق الحزب الجمهوري الى منصب وزير الخارجية، لست هنا بصدد تحديد السيرة الذاتية للوزيرة ولكن من منطلق النظرة البراجماتية الصرفة التي يتعامل بها الأمريكان فيما بينهم، فما رأيك في تعاملهم مع خارج حدود الولايات المتحدة؟! وبمعنى آخر على العرب ألا يعولوا كثيرا على التحرك الأخير للدبلوماسية الأمريكية في المنطقة وبالتحديد لوزيرة الخارجية وتنقلاتها في الشرق الأوسط وأوامرها (ملاحظاتها) في المنطقة بدءا من شرم الشيخ الى الرياض لأنهم باختصار لا يرون المواطن المصري كمواطن عربي ولا المواطن السعودي كذلك، وإنما ينظرون للجميع على أن هذا المواطن من الممكن أن يخدمنا اليوم فعلينا تقديم المساعدة له والمواطن العربي الآخر لا يخدمنا فعلينا أن نشكل عليه مزيدا من الضغوط· والتصريحات النارية تقدم لشعوب بالأساس تعيش في قلق دائم، أقصد هنا تصريح الوزيرة بإقامة لجنة مشتركة لحل النزاعات بين فلسطين وإسرائيل ببدعة جديدة سمتها (فك الارتباط) ونحن ما زلنا لم نطبق خارطة الطريق هكذا تتصرف الدبلوماسية الأمريكية في المنطقة، تنقلنا من مشروع سياسي الى مشروع آخر فلا يعقل أن تكون هناك لجان وندوات وتصريحات من الدبلوماسية الأمريكية أكثر من الحلول العملية التي تقدمها لحل النزاع القديم ليس بهذه الطريقة تحل الأمور·
هذا دليل قاطع وواضح لعدم مصداقيتهم في النظر لشؤون الشرق الأوسط من غير العين الإسرائيلية وتوجيهاتها لذلك تجد أن أي تحرك أمريكي في المنطقة لا بد في نهاية المطاف أن يخدم إسرائيل ومن مصلحتهم أن يعيش الشرق الأوسط على صفيح ساخن وإلا لن يجدوا مكانا للبوارج والدبابات لنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط الكبير·
obo_mansoor76@hotmail.com |