رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 22 جمادى الأول 1426هـ - 29 يونيو 2005
العدد 1684

مفارقات.. عربية.. رسمية.. خاصة!
أحمد حسين

تنبه الحركة العالمية المضادة لأي مساهمة في الاستثمار في شركات إسرائيلية أو عاملة في إسرائيل على مسألة غائبة عن الوعي العربي، أو تم تغيبها تعمدا من قبل عرب يسيل لعابهم وراء المال حتى لو جاء على حساب دماء وكرامة وانسحاق شعوبهم· هذه المسألة هي أن الإرهاب يتغذى على الدعم والمساندة المالية بالدرجة الأولى· والإرهاب المعني الذي بدأت تواجهه، وتواجهه في جذره، كنائس أمريكية مشيخية وإنجيلية بريطانية هو الإرهاب الإسرائيلي·

يوم الجمعة الماضية أقرت الكنيسة الإنجيلية البريطانية ذات الـ 75 مليون تابع في أنحاء العالم تقريرا تقدمت به روابط العدالة والسلام الإنجيلية يحث الكنيسة وأتباعها على الامتناع عن الاستثمار في الشركات التي تدعم احتلال أراضي الفلسطينيين، وكان التقرير قد دعا الكنيسة الى ممارسة الضغط على المؤسسات التي تساند سياسات إسرائيل في هدم بيوت الفلسطينيين وبناء الجدار العنصري العدواني· وقال إن على الكنيسة أن تلجأ الى سحب أموالها المستثمرة في الشركات التي لا تستجيب لطلب الكنيسة·

حركة الضمير الواعي هذه التي انتقلت الى بريطانيا كانت قد بدأت في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث بدأت الكنيسة المشيخية (البريسبتارية) بتنفيذ برنامج مقاطعة مماثل للاستثمار في شركات تعمل في إسرائيل أو تمدها بالمعدات وبخاصة العسكرية، ويتزايد الضغط على مؤسسات المجتمع المدني من قبل آلاف الجماعات الناشطة في مختلف أنحاء العالم، مثل الجامعات والكنائس وصناديق التقاعد لسحب أموالها، ومنع إسرائيل من الاستفادة من هذه الأموال في إطالة أمد احتلال وقمع الشعب الفلسطيني، ومثال ذلك ما حدث في ولاية نيوجرسي الأمريكية حيث رفع طلبة جامعة روتجرز وأهالي المنطقة صوتهم مطالبين بالامتناع عن أي شكل من أشكال الدعم الاقتصادي لإسرائيل، معلنين أنهم لن يسمحوا بأن يضطهد الفلسطينيون ويتواصل احتلال أراضيهم باسمهم وباسم أموالهم أو دعمهم، لأن هذا الدعم ببلايين الدولارات من دافع الضرائب الأمريكي وبلايين أخرى من المؤسسات الأمريكية هو الذي يمكن إسرائيل من مواصلة ممارساتها العنصرية واحتلالها العسكري الوحشي وانتهاك حقوق الإنسان والقانون الدولي·

المفارقة هي أنه في الوقت الذي تنتبه فيه هذه الأوساط العالمية لجذور وقواعد الإرهاب الإسرائيلي في فلسطين، وتتحرك لإيقاف ممارسات أبشع احتلال ضد شعب عربي، نجد أن دعم إسرائيل اقتصاديا أصبح هو الشغل الشاغل لحكومات مثل مصر والأردن وقطر، سواء بعقد مؤتمرات لترويج الاتفاقات وعقدها، أو بإقامة مشاريع مشتركة، ونجد العقل العربي، عقل مفكريه وصحافييه وفضائياته مشغولا في مضغ خديعة "السلام" الرائجة، ولا يحسن سوى أمرين: إما شتم العدو الصهيوني، أو الترويج له وتسويق مشروعات ومده بالمزيد من أسباب القوة، لا أحد يضع يده على عمل جاد يليق بنا كعرب وبكرامتنا أولا، ولا أحد يعرف العربي بما يدور حوله في العالم إلا من وجهة نظر واحدة تحاول إفهام العربي أن العالم ضده، بينما العكس هو الذي يحدث، إذ تنشط آلاف المنظمات الدولية لمناصرة ودعم قضاياه العادلة، وتحارب بالقول والفعل هذا العدو الذي يزداد وحشية، كلما ازدادت الأنظمة العربية خنوعا·· وتمسحا بأعتابه، والاستمتاع بصحبة مجرميه الملطخة أيديهم بدمائنا على شواطئ البحر الميت وشرم الشيخ ومياه الخليج الدافئة·

�����
   

تجدد قضايا البدون:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
مفارقات.. عربية.. رسمية.. خاصة!:
أحمد حسين
الدكتورة معصومة مفخرة للكويت:
محمد بو شهري
حوار مع الذات(1):
فهد راشد المطيري
شخصية عامة:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
اكتشاف الأوهام!:
عامر ذياب التميمي
شيصير إذا...؟:
على محمود خاجه
السلطة المفقودة:
المحامي نايف بدر العتيبي
كوداك والنواب:
فيصل عبدالله عبدالنبي
.. وماذا نحن فاعلون إزاء هذه الجريمة؟:
عبدالله عيسى الموسوي
امرأة تستحق التقدير:
محمد جوهر حيات
"ناس تخاف.. ماتختشيش":
صلاح الهاشم
ضجيج على اجتماع لم تنعقد حلقاته!!:
عبدالخالق ملا جمعة
توجه إلينا فورا:
عبدالحميد علي
جولة رايس:
فيصل أبالخيل