لم يمض وقت طويل على إعطاء المرأة الكويتية حقها السياسي وبذلك تصحح مسار الديمقراطية العرجاء الكويتية التي استمرت أكثر من 40 عاما تقريبا· بعد إعطاء أكثر من نصف المجتمع حقه الكامل في المشاركة السياسية الكويتية، هذه الخطوة تعتبر الأولى في الإصلاح السياسي المتمثل في توسيع المشاركة السياسية·
بعد الانتهاء من انتخابات المجلس البلدي قامت الحكومة بقيادة صباح الأحمد بتعيين أعضاء في المجلس البلدي وعددهم (6) أعضاء يشاركون إخوانهم الأعضاء المنتخبين في العمل تحت قبة المجلس البلدي من أجل تحقيق الازدهار والتطور والرقي لهذا البلد المعطاء· ولكن "التعيين" الأخير لأعضاء المجلس البلدي اختلف عن التعيينات السابقة، حيث كان للمرأة نصيب فيه، حيث قامت الحكومة بتدعيم موقفها المؤيد لحقوق المرأة وأعطت الثقة للمرأة الكويتية بتعيين السيدتين الصباح والبحر وكانت هذه هي الخطوة الثانية لدعم موقف حقوق المرأة السياسية وإعطاء فرصة كبيرة للمرأة الكويتية لكي تعمل وتتعاون مع إخوانها الرجال من أجل الإعلاء بخدمة الكويت في شؤون البلدية·
بعد الخطوة الأولى بإعطاء المرأة حقها السياسي وبعد الخطوة الثانية وهي تعيين المرأة الكويتية عضوة في المجلس البلدي الذي يقع على كاهله الكثير من الآمال والخدمات والعمل من أجل كويت العطاء، أتت الحكومة بالخطوة الإصلاحية الثالثة القاضية وهي توزير امرأة أعرفها جيدا ذات كفاءة عالية تعلمت منها الكثير الكثير وكانت نبراسا منيرا لقسم العلوم السياسية في جامعة الكويت تعلمنا منها الكثير في القضايا الدولية وفي دراسة التنظيم الدولي وعلاقة المنظمات الدولية ببعضها البعض كما أن لها أعمالها وأدوارها على الصعيد العالمي والدولي· هي امرأة فاضلة من أجل العلم ومن أجل إعطاء المرأة حقها السياسي وقد كان ذلك واضحا من خلال كتاباتها في الزميلتين (الأنباء) و(القبس) وعن طريق تحركاتها المناضلة في المحافل الثقافية المحلية والعالمية إنها معلمتي وأستاذتي الدكتورة معصومة المبارك أستاذة التنظيم الدولي السياسي في جامعة الكويت والزميلة الكاتبة اعتلت عرش وزارة التخطيط ووزارة الدولة لشؤون التنمية الإدارية ونحن على علم وعلى يقين بأن معصومة المبارك تم تعيينها ليس كما ذكر البعض بضغوط خارجية أو داخلية وليس كما قال الطرف الآخر توزير معصومة يعتبر إرضاء للشيعة أو للمرأة· ولكن الواقع أن توزير الدكتورة معصومة هو إرضاء للكويت وليس للأقاويل التافهة كما يقولون·
الكويت حقا بحاجة الى الأكفأ والأقدر على تحمل المسؤولية الوزارية سواء كانت هذه الكفاءة من الرجال أو النساء· لقد أحسنت الحكومة اختيار معصومة المبارك كونها مواطنة بالدرجة الأولى تمتلك الكفاءة والخبرة البارزة والتخطيط من أجل رقي وتطوير الجسد الوزاري·
· نحن من أشد المعجبين بمواقف النائب السيد حسين القلاف ولكن نشعر بالإحباط من موقفه الذي لا يحسد عليه في قضية توزير المواطنة معصومة المبارك ونقول للسيد·· "توزير معصومة المبارك ليس ضربة للشيعة بل هو فخر لجميع المواطنين، لست من الذين يعشقون المديح ولكنني مع الحق حتى لو احتاج المديح· د· معصومة المبارك ليست وزيرة شيعية بل هي وزيرة لكل المواطنين وذات كفاءة وتستحق العمل بهذه الثقة والتكليف من أجل الكويت"·
يجب أن تكون الكفاءة هي أساس الاختيار للكرسي الوزاري وليس المذهب والطائفة والقبيلة· ومنا الى الدكتورة معصومة كل التبريكات والتقدير على جهودها في جامعة الكويت ونتأمل كل خير منها من أجل الكويت في جهودها بالعمل الوزاري· "شعب واحد حر لا للطائفية لا لسني ولا لشيعي بل وحدة وطنية"·
qalamee@taleea.com |