لدينا، والحمدلله، نظام حكم مستقر منذ مئات السنين ولم نسمع أن هناك ثورات أو صراعات أو محاولة انقلابات قد حصلت خلال فترة حكم الأسرة ونتمنى ألا تحصل - اللهم إلا بعض المطالبات والمناوشات التي حدثت خلال حقبة معينة وكانت كلها تطالب بالديمقراطية وعدم التفرد بالحكم والحفاظ على الدستور وأن الحكم للشعب·· أما خلاف ذلك فلم نسمع عن رفض شعبي للأسرة أو خلافه بل على العكس الشعب يحب حكامه ومتمسك بالأسرة إلى أبعد الحدود وهذا ما أثبتته التجارب وهو دليل واضح لا يحتاج إلى توضيح·
ولدينا دستور وديمقلراطية والشعب يتمتع بحرية تامة ولدينا صحافة حرة إلى حد ما وبرلمان ومؤسسات مجتمع مدني ويتمتع الشعب أيضا بثقافة اقتصادية وسياسية واجتماعية جعلته يتفوق على أقرارنه من أبناء الخليج عموما·· هذا فضلاً عن أن لدينا نظاماً اجتماعياً مستقراً ولا توجد خلافات طائفية، والحمدلله، أو عرقية وليس هناك فوارق اجتماعية والكل يعيش بحبوحة من الرزق "ومحد ينام يوعان"· ولدينا أخيرا ثروة نفطية وهبها لنا الله سبحانه وتعالى بسبب هذه الثروة النفطية أصبح لدينا وفرة مالية جعلت الكويت في مصاف الدول الغنية في المنطقة·
من ذلك يتضح عزيزي القارىء أن لدينا جميع مقومات الدولة وعناصرها· فما الأسباب التي جعلتنا نتخلف عن الركب، ولماذا سبقنا من كان بعدنا بعشرات الخطوات وأصبح في الصف الأول؟ بل لماذا نسمع وهذا هو الأمر المهم والخطير جدا··· لماذا نسمع من أغلب الناس أن الديرة رايحة وأن عمر الدولة قصير وأن الأحداث متسارعة في المنطقة ونحن غير مبالين لما يحدث حولنا· خلونا نتفق على أمر هام يا أخوة صحيح أنه لا يوجد نظام حكم استمر إلى ما لا نهاية وإلا أين الدولة الأموية والعباسية والعثمانية· لكن على الأقل يجب المحافظة على الحد الأدنى ويصبح لدينا ولدى نظامنا شعور بأن هذه البلد بلدنا جميعا وبنيناه جميعا حكاماً ومحكومين "طابوقة طابوقة" سؤالي المتكرر لماذا زاد الاعتقاد لدى أغلب المواطنين خاصة في السنوات الأخيرة أن البلد لا يمكن له أن يستمر لمدة أربعين أو خمسين سنة أخرى· ذهب منا في يوم من الأيام واستعدناه لكن إذا ذهب هذه المرة فلن يرجع مرة أخرى وكأنه خرج ولم يعد·
لا حكومة ولا مجلس ولا ناس قادرين على المحافظة على البلد والكل يجر من صوب وكأننا ذاهبون إلى الهاية غلبت المصلحة والدينار على أغلب حياتنا ولم يعد للبلد قيمة وللدولة مكانة وللنظام مهابة الكل هذه الأيام يعول على الوزارة القادمة والجميع يتساءل عن التشكيلة والناس تترقب والقوى السياسية والبرلمانية تتحفز وأنا في تقديري أن هذه الوزارة لن تكون مختلفة عن الوزارة المستقيلة سيكون هناك وزير عازمي ووزير شيعي ووزير إخوانجي ووزير ووزير محسوب على جاسم الخرافي ووزير أهل جبلة أو شرق وسلامتك وتعيش وكأنك يا أبوزيد ما غزيت·
* * *
الكويت تأكل أبناءها···
شكرا للظروف وللزميلين عماد بوراشد وفهد البسام اللذين جمعاني بالقيمة الثقافية يحيى الربيعان "بوعهدي"· الذي أنفق ماله على الثقافة والكتاب وأبى إلا أن يستمر مدافعا عن دور النشر والمعرفة فمن منا لا يذكر دار الربيعان للنشر والتوزيع ومن منا لم يشتري كتاباً أو يزور تلك المكتبة الرائدة··· أين تجار "فوربس" من النشر والعلم والثقافة والأدب هل من المعقول أن داراً تمارس نشر الثقافة والعلم منذ ثلاثين سنة وتغلق هكذا وببساطة· "بوعهدي" كان من الممكن أن يضع "بيزاته" في المناخ أو العقار أو الأسهم ويحقق ثروة هائلة· لم نسمع عن حكومة أو مجلس أو تجار يدافعون عن تلك القيمة الفكرية فهل البلد تأكل أبناءها·· لا أعتقد فلازالت الكويت بخير··· فهل من مجيب؟! |