على الرغم من أنني محام والمفروض أنني لا أعطي أية استشارات أو نصائح بالمجان، بل يجب أن تكون تلك الاستشارة أو النصيحة مدفوعة الأجر، إلا أنني هذه المرة سأتنازل عن أجري وأتعابي إذا أخذ الشيخ علي الجراح وزير النفط بنصيحتي واستقال وذهب إلى مكان بعيد في هذا العالم الواسع ليريح ويستريح، وفي الواقع لست أنا الوحيد الذي نصح ومازال ينصح معالي وزير النفط بالابتعاد، بل غالبية الفعاليات السياسية -إلا "حدس" طبعا- والمهتمون بالشأن العام وغالبية أعضاء مجلس الأمة - وأعتقد سمو رئيس مجلس الوزراء أيضا - قد نصحوه وأغدقوا عليه بالنصائح لأن المعركة ببساطة غير متكافئة البتة، المعركة تدور بين فسطاطين، فسطاط الحق وفسطاط الباطل·
سؤالي البسيط للسيد وزير النفط، بيني وبينك ولا تقول "حق أحد" بذمتك وبأولادك وبدينك وبشرفك أنت مصدق أن "حدس" معاك وتدعمك؟! وهل يمكن الوثوق بأمثال هؤلاء؟!
ارجع للوراء قليلا وخذ نفسا عميقا وفكر بهدوء وببساطة ستجد أن مواقف هذه الفئة من البشر متقلبة وتبحث عن الفرص لركوب الموجة فهم بالضبط مثل تجار الحروب· وتأكد يا شيخ بأن "حدس" لو جاءتها الفرصة لطعنك من الخلف لن تتوانى أو تتردد بطعنك و"بخنجر مسموم"، بالله عليك يا رجل، بالله عليك· وأرجو أن تفكر هذه المرة بعقلك بعيدا عن قلبك وعواطفك، ولاتضع بيضك كله في سلة الإخوان المسلمين· إن موقفك هذا يا شيخ يشبه موقف "طالب مدرسة" يترك الطلبة المتفوقين والأوائل والشطار "ويماشي" ويصادق الطلاب الكسالى والفاشلين والمفصولين، أرجو أن تفكر طويلا ومليا لأن التاريخ لا يرحم وسيسجل من كان مع ومن كان ضد، ولا أعتقد أنك راغب بأن تكون أول وزير من أبناء الأسرة الحاكمة تطرح فيه الثقة فعليا، فاشتر "نفسك" وابتعد وارحل فلا يوجد حل لهذا المأزق الذي وضعت نفسك فيه إلا بالرحيل!
* * *
من روائع المبدع أحمد مطر، نترككم مع قصيدة الثور والحظيرة لعلها تنال إعجابكم··
الثور فر من حظيرة البقر··
الثور فر··
فثارت العجول في الحظيرة··
تبكي فرار قائد المسيرة··
وشكلت على الأثر··
محكمة ومؤتمر··
فقائل قال: قضاء وقدر
وقائل: لقد كفر
وقائل: الى سقر
وبعضهم قال: امنحوه فرصة أخيرة!!
لعله يعود للحظيرة··
وفي ختام المؤتمر··
تقاسموا مربطه وجمدوا شعيره
وبعد عام وقعت حادثة مثيرة
لم يرجع الثور··
ولكن ذهبت وراءه الحظيرة!! |