البداية خصخصة شركة صناعة الكيماويات البترولية ومن بعدها شركة الناقلات والقادم مذهل بكل تأكيد، هناك احتمال أن يصل الأمر إلى خصخصة قطاعات الماء والكهرباء والهاتف والصحة! فلا يبقى للقطاع العام أي أثر، أن الآثار السلبية للخصخصة سيتحملها المواطن ذو الدخل المحدود وسيصبح أسير لتوجهات وتطلعات ومصالح طبقة تملك المال وهي من سيعود لها نقل ملكية هذه القطاعات الحيوية والمهمة لحياة المواطن الكويتي البسيط·
إن أي خلل وتعثر وحتى خسارة في أي من القطاعات المملوكة للدولة يمكن معالجته ووضع الحلول المناسبة له بعيداً عن خصخصته، فتحديث القطاع العام ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب وتأهيل العناصر الوطنية ووضع خطط وبرامج لتفصيل دور القطاع العام وتطويره هو الحل المنشود، فمثل هذه القطاعات تستوعب أعداداً كبيرة من شباب الوطن يعملون فيها وعند بيعها للقطاع الخاص لن يجد مثل هؤلاء الشباب الحاليين والقادمين إلى سوق العمل مكاناً يستوعبهم لأن القطاع الخاص سيجلب عمالته من الخارج لرخص الأيدي العاملة، وهذا ما حدث بالفعل عند خصخصة مصنع الملح والكلورين التابع لشركة صناعة الكيماويات البترولية إذ لم يستوعب مشتري المصنع إتاحة العمالة الوطنية التي كانت تعمل بالمصنع قبل بيعه واستعاض بدلاً عنهم بعمالة من شرق آسيا·
التوجه الآن لدى مؤسسة البترول هو استيعاب عمال شركة الكيماويات البترولية في شركات البترول التابعة للمؤسسة، وهذا يعني أنهم لن يعملوا في شركتهم الأم التي ستباع، وسيأتي يوم لا يكون هنالك أصلاً شركات تابعة للمؤسسة إذا استمر التوجه نحو الخصخصة في القطاع النفطي، وقتها لن تكون هناك عمالة وطنية تعمل في الشركات النفطية المخصصة!
إن المسؤولية التي تقع على عاتق اتحاد عمال البترول وصناعة البتروكيماويات ونقابة عمال شركة صناعة الكيماويات البترولية كبيرة، وهم يواجهون مثل هذه التوجهات والخطط التي إن سمح لها بالتطبيق فلن يبقى من قطاعاتنا ومنشآتنا النفطية شيئاً نفتخر به، ولن يعمل شبابنا الوطني في نشاطه·
إن دعوة أعضاء الجمعية العمومية لنقابة عمال شركة صناعة الكيماويات البترولية أصبح ضرورياً حتى يناقشوا ويتحدثوا حول مستقبلهم العملي ومستقبل شركتهم، والنقابة قادرة إن وجدت الدعم والتأييد من أعضائها أن تحقق طموحاتهم وتنقذ ما يمكن إنقاذه، كما أن التحرك يجب أن يشمل أعضاء مجلس الأمة لشرح وجهة نظر عمال الشركة حول خصخصة شركتهم وعرض مطالبهم العادلة والمشروعة والضغط من خلال الصحافة والمنتديات وخلق رأي عام حول موضوع بغاية الأهمية، ولوضع نهاية لمثل هذه التوجهات التي تضرّ بمصالح الطبقة العاملة في القطاع النفطي·
nayefo@hatmail.com |