اسمحوا لهم بالتعليم وتوثيق عقود الزواج وشهادات الميلاد، اعدلوا وعاملوهم بإنسانية ورحمة وعدل، امنحوهم جواز سفر ليتمكنوا من السفر للحج والعمرة وزيارة الأقارب والعلاج·
لا جنسية لا جواز سفر لا تعليم جامعياً لا عقود زواج، لا شهادة ميلاد، لا رخصة قيادة، لا عدل لا إنسانية، لا رحمة لا حياة لمن تنادي، هذه شعاراتهم التي رفعوها في الندوة الجماهيرية التي نظمتها جمعية حقوق الإنسان بعنوان "البدون يتحدثون"·
هم كويتيون، ولدوا في الكويت وعاشوا فيها وشربوا من مائها وقيمها ومبادئها، لم يعرفوا وطناً آخر غيرها، لا تعاقبوا الجيل الثاني والثالث بما فعله الجيل الأول وكانت الأوضاع والظروف وعدم تطبيق القانون يساهم بما وصلوا اليه، فلا يمكنهم تحمل خطأ غيرهم أو لنقل خطأ من سكت عنهم وقت حاجته لهم وسهل لهم الأمور واليوم يلتف على كل ما عمله وساهم في تفاقم مشكلتهم·
البدون عرب من قبائل معروفة وعوائل لها امتدادها وجذورها في أرض الجزيرة العربية والخليج والعالم العربي، فلماذا نحرمهم من نيل شرف التمثيل والانتماء للوطن، ليسوا غرباء ولا يتحدثون لغة غير لغتنا العربية وعاداتهم وتقاليدهم هي عادات كويتية ليسوا نبتة شيطانية، نحن من زرعها وحافظ عليها ونماها وفي وقت حان قطافها تخلينا عنها وتركناها تموت وتفقد أي أمل في الحياة·
لا توظيف لا رخصة قيادة، لا عقود زواج، لا تعليم، لا شهادة ميلاد، لا مصدر للرزق ثابتاً، ماذا نريد أن يفعلوا إذن؟! بهذا ندفعهم دفعا للإجرام والانحراف من أجل تأمين لقمة العيش·
امنحوا من يستحق الجنسية الكويتية ومن لا تنطبق عليه بعض الشروط امنحوه حق الإقامة الدائمة وحرية العمل والتنقل، فهم بالتأكيد أفضل من العمالة التي نجلبها من الخارج ولا نستفيد منها شيئا وهم قبل هذا وذاك عرب مثلنا والكويت بلاد العرب·
* * *
اليوم الأربعاء تكون نتائج انتخابات جمعية المحامين الكويتية قد حسمت وانتهت المنافسة بين القوائم وبدأ العمل الجدي والفعلي الذي من خلاله ستحكم الجمعية العمومية على عمل مجلس الإدارة للدورة الانتخابية المقبلة، نبارك لمن نال ثقة الجمعية العمومية ونتمنى لمن لم يحالفه الحظ التوفيق في الدورات القادمة، ودائما العمل التطوعي عمل شاق ومضن لا يستطيع تحمله إلا أصحاب القيم والمبادىء النبيلة الذين يقدمون جهدهم ووقتهم في سبيل الآخرين وتحسين مستوى المهنة، أما الانتهازيون فسرعان ما يتساقطون ولا يذكرهم أحد حتى لو ابتسم لهم الحظ مرة واحدة·
nayefo@hotmail.com |