كل من يعرف أحابيل بعض الشخصيات المتطرفة والانتهازية يعرف أن هذا النوع من السياسيين الطارئين الذين وصلت بهم الأقدار الى المجلس لا يمكن لهم أن يقودوا المجتمع نحو السداد والصلاح حتى لو ادعوا ليلا ونهارا ذلك وشمروا عن سواعدهم في نقد الوزراء والتهديد بالاستجوابات وتطبيق مواد الدستور، فكيف حكمنا عليهم بذلك؟ وهل في هذا تجنٍّ عليهم؟ السيرة الذاتية لبعضهم هي التي دلتنا على الطريق وكشفت عنهم الأقنعة المزيفة فهم مستمرون في اختيار المواقع غير المحصنة للوزراء الضعاف وتركيز عالي الجودة على وزارتي الإعلام والتربية فهذه هي البضاعة التي يجيدون تسويقها والتكسب من خلالها في مجتمع يميل غالبيته للبيئة المحافظة فيتم استثارته وتخويفه من وزيرين وباستمرار وفي دورات عدة دورات برلمانية هما وزير التربية ووزير الإعلام!!
في حين تعرض قضايا مصيرية وسلب للأموال العامة وتجاوزات على الهياكل الأساسية في النظام الدستوري والحقوقي للمواطنين، والفئات المتطرفة والمستحوذة على عقول الناشئة يتفنون في عقد الصفقات تلو الصفقات من فوق الطاولة ومن تحتها وبين دهاليز وممرات المجلس·· ففي استجواب وزير المالية الأسبق د· يوسف الإبراهيم أقاموا الدنيا ولم يقعدوها فماذا حدث عندما وقف وزير المالية الحالي محمود النوري على منصة الاستجواب أين كان موقف الجماعة إياهم؟! نعم السيرة الذاتية لهذا الفصيل المتطرف تؤكد أنه يسير في المجتمع نحو الهاوية الطائفية تكتيكا ورصدا وإصرارا وأن الذين لا يراقبون الوضع عن كثب تنطلي عليهم كثير من الحيل الترقيعية، وعلى الذين يرفعون المبادئ العامة في مناصرة ودعم الدستور عليهم أن ينتبهوا من هذه الانتقائية والازدواجية في المعايير لدى هذا الفصيل المتطرف في المجتمع والذي يبوح بكل أجندته الإلغائية والتكفيرية في كل منتدياته ومطبوعاته دون اكتراث لمواد الدستور وعواقب هذا النوع من التفكير والتكتيك المزري والخطير على الأمة وليس على المجتمع الكويتي فقط··
رشفة أخيرة
يقول سقراط: "إذا أردت أن تعمل لسنة فازرع نبتة، وإذا أردت أن تعمل لعشر سنوات فازرع شجرة، وإذا أردت أن تعمل لمدى الحياة فاعمل على بناء الإنسان وتطويره··"
mullajuma@taleea.com |