رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 10 صفر 1425هـ - 31 مارس 2004
العدد 1621

العمامة والسياسة
رضي السماك
* ???? ??????

ثمة قيم وعادات أخلاقية موروثة متعارف عليها تدخل في نسيج منظومتنا الأخلاقية الروحية بكل مكوناتها وأبعادها الدينية والثقافية والاجتماعية والحضارية التي لا ينبغي أن تهتز أو يُنال منها، من ذلك احترام الوالدين واحترام التلميذ أو الطالب لمدرسه، واحترام الصغير للكبير، ومساعدة ومراعاة المرأة على الأقل في الأماكن العامة في المواقف الصعبة لإنجاز معاملة تعجز عن مضاهاة الرجال في إتمامها، واحترام علية القوم من ذوي المقامات الاجتماعية الخاصة، ومن ضمنهم أصحاب العمائم من علماء الدين·

ولكن انظر معي كم اهتزت كل واحدة من هذه القيم ولم تعد كما كانت في السنوات والعقود الخوالي متألقة ولها قدسيتها الراسخة التي لا تزلزل· ولعل إحدى هذه القيم التي تأثرت مكانتها بقدر ما، هي احترام رجل الدين المعمم، مع التأكيد على أن احترام هذه الشخصية لا يعني بالضرورة مصادرة حق الاختلاف معها في الأفكار والآراء السياسية·

وإذا جاز لي الحديث من وحي تجربتي الشخصية الخاصة كواحد من أبناء الجيل الذين نشأوا وعاشوا في بيئة تقدس هذه القيم وجُبلوا على احترامها ومنها احترام صاحب العمامة رجل الدين، ما زلت أجدني مدفوعا بغريزة تلقائية اعتز بها الى أن أكن احتراما خاصا يليق بمقامه ومكانته الاجتماعية أينما صادفته، كائنا من كان، هذا العالم وبصرف النظر عما يكون عمق اختلافه معي أو اختلافي معه في الآراء والمواقف السياسية والفكرية والفكرة·· وبالمثل فيما يتعلق بكل المدرسين والأساتذة الذين تتلمذت على أيديهم في مختلف المراحل الدراسية، لكن هناك صورة نشرتها قبل أيام الصحافة العربية لأحد رجال الدين المعممين من نواب البرلمان الإيراني وثلاثة من زملائه النواب يمسكون به ويهدئون من روعه للحيلولة دون اشتباكه بالأيدي مع زميل آخر له، بعثت هذه الصورة الأسى في نفسي وأيقظت الشجى في وجداني لما لحق بمنزله العمامة في العقدين الماضيين من إساءة كرمز لمكانة شخصيتها والتي لا أجد أفضل من عبر عن هذه الحال من البحاثة التراثي العراقي رشيد الخيون في رثاء له للشهيد السيد عبدالمجيد الخوئي بعدما شارك في قتله صبية معممون مؤتمرون بشاب مغمور طالب زعامة يعتمر عمامة برز اسمه فجأة في ذلك اليوم المشؤوم: "والعمامة كما نعلم تاج لمن يقدر منزلتها ويصون مسؤوليتها، وكم تبدو نافرة عن رأسه إن أخل معتمرها بشرط من شروطها"·· "هكذا هي عرفناها قبل أن يظهر علينا من دعاها الى العنف المسلح والتمنطق بأحزمة الديناميت، وحمل العامة على ما لا تطيق، والهتاف باسم الدين، واحتكار ملكوت الله· الصورة المشوهة لذاكرتي الجميلة عن العمامة، أن أرى معتمرها يحمل خنجرا أو رشاشا وتحرك خطواته المنتظمة ضربات طبول الحرب غير العادلة، فكم ينقص قدرها حين تعتمر بدلا من "البيريه" على الرؤوس، وهي أزكى منه بكثير، وبالمقابل كم يبدو معتمرها هزيلا وهو يحشو بدنه تحت كرسي السلطان، يطوع له العمامة المقدسة"·· "أرى منزلة العمامة كمنزلة المطر، تحيي القلوب عند جفافها وموتها··"·· "المفروض أن يكون أصحاب العمائم متسامين بعواطف نقية كماء السماء، يندفعون الى السلام اندفاع الدلافين لإنقاذ الغرقى، دون أن يحسبوا حسابا للكراهية والبغضاء"·

في السنوات الخوالي وقبل قيام نظام الجمهورية الإسلامية في إيران كان علماء الدين من معتمري العمائم في إيران كما في بلادنا يشكلون فيما بينهم نخبة نادرة متميزة بمعنى الكلمة تحظى دون استثناء بمكانتها واحترامها في المجتمع لا كجميع الفئات، والآن بعد تكاثر معتمريها وإقحام غالبيتهم الساحقة أنفسهم في العمل السياسي والصراعات السياسية أخشى أن أقول إنه لم تعد سوى الأقلية منهم من تنافح بجدارة واستحقاق بالمحافظة على وقار العمامة، لا بل كم صادفت في كثير من المناسبات شبابا إسلاميين يعرضون عن مصافحة رجال دين وقورين معممين تحت دوافع سياسية وهو ما لا يليق بهم فعله أيا كان خلافهم معهم·

فيا علماءنا الأفاضل ويا مثقفينا وأساتذتنا الإسلاميين خففوا من انغماسكم في السياسة قليلا أو كونوا على الأقل رياضيين في صراعاتكم، ليبقى ألق وقار العمامة مصانا مشعا كما كان·

ü كاتب بحريني

�����
   
�������   ������ �����
قضية المرأة البحرينية
الإرهاب وصناعة "المجانين"!
قراءة أولية في الانتخابات العراقية
بئر الحرمان
أقوى دول العالم.. أغباها!
"تسونامي" بين الإغاثة والسياسة
من الأخطاء القاتلة للحركة السياسية البحرينية
اعتذار متأخر جداً!
فرنسا و"المنار"
العرب في ثلاث قوائم عالمية
الفساد الإفريقي والطفرة النفطية
كوبا بين التكيف والانهيار
مغزى فوز "ماثاي" بنوبل للسلام
كم يبدو العالم جميلا بتعدديته الثقافية الإنسانية؟!
القانون الأمريكي بعصمة اليهود!
قدسية العلم الوطني
دروس إغلاق "العروبة" البحريني
حماية المستهلك في البحرين
الزهور والظلام
  Next Page

الزعيم الروحي لشهداء فلسطين:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
العراق بين الدين والدولة!؟:
سعاد المعجل
المقاومة العراقية إلى أين؟:
يحيى الربيعان
ضد الإصلاح :
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
سقوط الحجاب في الكويت:
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
أبناء الكويتيات والظلام الدامس:
فيصل العلاطي
حماية الإصلاح:
عامر ذياب التميمي
آمال الشعب العراقي:
د. محمد حسين اليوسفي
هنيئا روسيا Congratulations Russia
(2-3):
خالد عايد الجنفاوي
"لا سكوت بعد اليوم":
عبدالخالق ملا جمعة
الإرهابي شارون في قفص ميلوسيفيتش؟:
د. جلال محمد آل رشيد
·· وسقط حصن آخر:
عبدالله عيسى الموسوي
نص الإعلان رقم "1" لسنة 2004
نداء إلى المفصولين السياسيين العراقيين :
حميد المالكي
العمامة والسياسة:
رضي السماك