رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 10 صفر 1425هـ - 31 مارس 2004
العدد 1621

"لا سكوت بعد اليوم"
عبدالخالق ملا جمعة
mullajuma@taleea.com

(إن الصور المزيفة عن الإسلام التي حملتها من مرحلة الطفولة، قد استمرت طويلا في تجربتي الى حد يجعلني لا أفاجأ بوجود أمريكيين آخرين يحملون أفكارا خاطئة مماثلة وثمة ما يثير الإحساس بحراجة الحال، لدى التأمل بهذا الكم الهائل من الصور النمطية المضللة عن الإسلام الذي تدفق عاما بعد آخر، من "صفوف الأحد" في أنحاء أمريكا من دون أن يواجه الطعن، إذ إن الملايين من الشباب القابلين للتأثر ربما تقبلوا هذه التضليلات كحقيقة ونقلوها على مر السنين كما هي بلا تصحيح الى ملايين آخرين من الناس) - بول فندلي - مؤلف كتاب "لا سكوت بعد اليوم"·

بلاء كبير أن يترنح الناس تحت عزف تلك الأسطوانة المعهودة: سمعنا، هكذا قالوا لنا، وهكذا أفهمونا، وتبريرات لا تخرج من النطاق الضيق من الحوارات ذات الثقافة النمطية المتوارثة·

هذا الإنسان الموهوب من الله عز وجل بنعمة عظيمة لا يريد البعض أن يستفيد منها في تطوير ذاته والتلاقح مع الثقافات الأخرى فيخدم الإنسانية جمعاء لو استثمر نعمة العقل، فمن لا عقل له لا دين له والكاتب "بول فندلي" في كتابه المشار إليه آنفا يفتح المجال لنا جميعا نحن أمة المسلمين والعرب، للدخول في دهاليز عقول البشر والتنزه بكل حرية بين أروقتها، إنه يهديك خبرة مجانية ويطلعك على أهم ما يجول في عقل الآخر الذي نعتقد دوما ونتيجة للغمة التي بيننا وبينه أننا نعيش معه في حالة "تضاد" ونكتشف مع الوقت، كم هي المسافة قريبة، لو استثمر كثيرون طاقاتهم واستصلحوا جهدهم التثقيفي ونشاطهم التنويري مصحوبا بالنوايا الخيرة والأريحية الطيبة بديلا عن العنف المارق·

مهم لكل إنسان مسلم صادق وعربي مخلص لقضاياه، ولا شك قضية القدس أبرزها، أن يتوغل في العقل والأسلوب الذي يعيشه كل مناهض للإسلام كدين والعرب كأمة لمعرفة مكمن جذور عدائه لهذا الدين السماوي القيم ودواعيه، وما هي أسباب تبلور هذه الصور المعتمة والمضللة عن المسلمين والعرب التي ينقلها المؤلف بكل شفافية عن بني جلدته والتي ما زالت تمثل حاجزا رهيبا بيننا وبينهم، والتعويل من قبلنا أنها مقصودة ومبرمجة والخضوع المستمر لشبح اللوبي اليهودي وعلى أحسن الفروض الركون الى نظرية المؤامرة كل هذا كي لا نواجه أنفسنا بصراحة تامة ونعترف أننا مقصرون فعلا وبإسراف في اكتشاف الآخر وجدانيا وطرق تفكيره وتحمل المسؤولية كاملة عن التخبط الذي تعيشه مجتمعاتنا ودولنا·

إن كسر طوق الجهل لا يكون بالتراشق وتوجيه التهم واحتقار طرف للطرف الموصوم بـ (المضاد) أو بالإذعان له، ولكن يجب على المهتمين ومن خلال أدوات جديدة ونظم استشرافية مطورة، سبر أغوار المجتمع الأمريكي وساحته المهيأة والواعدة للإسلام كدين حقوقي متميز ومتفرد في السبق الأخلاقي والى فهم مضامينه مثل "التوحيد، العدل، المساواة،الحرية" بأسلوب مختلف، إن هذا الاستنهاض هو الذي يمكن العرب والمسلمين ولو مرحليا على الأقل من الرد على تلك الفتاة التي صرخت متسائلة في قناة "السي إن إن" لماذا يكره المسلمون والعرب أمريكا؟ وذلك عندما شاهدت الانفجار المروع في أوكلاهوما "والذي ثبت بعد فترة وجيزة من التحقيقات أنه عمل إرهابي بيد أمريكيين" إن هذه الصرخة التي وجهتها تلك الفتاة تعتبر رسالة قصيرة جدا، لكنها تمثل خطأ ثقافيا عاما يمكن اختصاره بالآتي "تعليب التهمة وتثبيت الإدانة" كنت أود أن أشارك "بول" آماله وطموحاته ونعيش معه أجواء تصحيح المسار، ولكن التفجيرات الإرهابية الأخيرة أفسدت على المؤلف آماله وطموحاته وحيرت عقولنا بفك الطلاسم أيضا لما يريده هؤلاء المنحرفون، بل يمكن القول إنها منعت أي نقطة التقاء بعد اليوم مع العقول المستنيرة لدى الشعب الأمريكي في حال ثبوت التهمة واستبدلت كلمة مشتبه بكلمة إدانة، والتي لا يمكن إزالة آثارها وتداعياتها وترسباتها في أذهان الأمريكان وغيرهم، مهما طال الزمان·

لقد وضع المؤلف "بول فندلي" مفاتيح "الأزرة" بيد من يريد العمل ومن دون معوقات ومن خلال قنوات اجتماعية ميسرة تساعد على تنقيح الثقافة المشوهة المترسبة لدى الشعب الأمريكي والذي يتزايد أعداد المسلمين بين أوساطه يوما بعد يوم، كما وضح ذلك المؤلف نفسه، والتي يمكن بعد ذلك أن تشكل ضغطا معنويا مؤثرا على الانتخابات التشريعية والرئاسية بعد تغيير الصورة السلبية والمستهجنة عن العرب والمسلمين، ومن ثم التحدث عن تعديل في السياسة الخارجية والإنصاف الدولي·

 

رشفة أخيرة

"قد يصلح العطار ما أفسده الدهر!"

�����
   
�������   ������ �����
الإعدام: استعجال أم ضربة معلم؟!
معسول القلم لا يشفي الألم!
حتى المعارضة ورقة بيد الحكومة!
المسابقات: تفاهة من أجل الابتزاز
ثلاث رشفات
إن المساجد لله..!
الحرب التي فضحتهم..!
الأولى.. بداية غير مشجعة!
شكرا لمنع الكتب المتطرفة
أزمة صراحة أم أزمة مبادئ
نظام الحزبين ولو بعد حين!
الحل في عودة الضابط المبجل..
معالجة القروض.. مازال المطلب مستمرا!
أسئلة مشروعة في دوائر ممنوعة!!
انفتاح اقتصادي ومواطن "حافي"!
من مقدحة صغيرة
تحترق مدينة كبيرة!
هل تنجح الحكومة في اختبار تطوير جودة التعليم؟!
"قل للمتولي إنه معزول"
لا خير في الوطن·· إلا مع الأمن والسرور
  Next Page

الزعيم الروحي لشهداء فلسطين:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
العراق بين الدين والدولة!؟:
سعاد المعجل
المقاومة العراقية إلى أين؟:
يحيى الربيعان
ضد الإصلاح :
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
سقوط الحجاب في الكويت:
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
أبناء الكويتيات والظلام الدامس:
فيصل العلاطي
حماية الإصلاح:
عامر ذياب التميمي
آمال الشعب العراقي:
د. محمد حسين اليوسفي
هنيئا روسيا Congratulations Russia
(2-3):
خالد عايد الجنفاوي
"لا سكوت بعد اليوم":
عبدالخالق ملا جمعة
الإرهابي شارون في قفص ميلوسيفيتش؟:
د. جلال محمد آل رشيد
·· وسقط حصن آخر:
عبدالله عيسى الموسوي
نص الإعلان رقم "1" لسنة 2004
نداء إلى المفصولين السياسيين العراقيين :
حميد المالكي
العمامة والسياسة:
رضي السماك