| يتباهى قادة الكيان الصهيوني بأنهم يمتلكون "الجيش الذي لا يقهر" وبأن منظومة الأمن حول المنشآت الحيوية "حصن حديدي لا يقهر"· فهل أضحت هذه الأقوال حقيقة في زمن المقاومة وحرب التحرير؟!!
إن العملية النوعية التي نفذها أبطال الانتفاضة في قلب ميناء "أشدود" البحري الواقع في عمق الكيان الصهيوني وإحداث خسائر كبيرة فيه يعطينا دلالة قطعية بأن الانتفاضة المسلحة لم تتوقف أو "تموت" كما يدعي بعض "الشامتين" العرب، بل إنها غيرت من أساليب الصراع لتركز على العمليات النوعية، التي تكبد العدو خسائر جسيمة، وفي الوقت نفسه، تتكبد أقل الخسائر وتعيد القضية الفلسطينية لواجهة الأحداث في العالم· فعملية الميناء هي رد الفعل الشرعي والقانوني من جانب أبناء فلسطين على المجازر الصهيونية اليومية التي يأمر السفاح "شارون" بارتكابها ضد المدنيين الأبرياء الذين سقط منهم في شهر مارس الحالي أكثر من خمسين شهيدا حتى ساعة كتابة هذه السطور وسط صمت عربي ودولي يشكل عارا على جبين المجتمع الدولي بأسره·
والسؤال الذي يجيب عن نفسه: ماذا سيفعل "شارون" وزمرته بعد هذه العملية أكثر مما فعلوا على مدى أشهر الانتفاضة عندما استباحوا الأرض والمقدسات واستخدموا أعتى الأسلحة المدمرة وتلك المحرمة دوليا باعتراف "فج" من قادة الأجهزة العسكرية الصهيونية أنفسهم؟!
وقد أصيب الصهاينة بحالة رعب وهلع عقب العملية النوعية حيث صرح مدير الميناء المستهدف للصحافة بأنه لا يعرف كيف تمكن الشابان من دخول الميناء بالرغم من الحراسة المشددة عليه ووجود أحدث أجهزة الإنذار والكشف عن المتفجرات بداخله، كما انخفضت شعبية الإرهابي "شارون" عقب العملية وبات الحديث الدائر في الكيان الصهيوني حول وعوده الكاذبة بجلب الأمن للصهاينة خلال مئة يوم وتعهده بسحق الانتفاضة واستئصال جذورها وهذا ما لم يحصل بالرغم من توليه للمنصب الوزاري منذ ثلاث سنوات تقريبا·
لقد أثبتت هذه العملية أن الأمن الصهيوني ليس منيعا بوجه أبطال المقاومة حتى لو أحيط بالجدار العازل وأحدث وسائل الحماية الإلكترونية، وإن المقاومة سائرة بخطى واثقة نحو النصر بإذن الله·
abdullah.m@taleea.com |
