رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 22 شعبان 1424هـ - 18 أكتوبر 2003
العدد 1599

بلا حــــدود
المغناطيس العراقي!!
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

لماذا يحدث ما يحدث الآن في العراق؟ وكيف تخفق أمريكا "العظمى" في تحقيق الاستقرار والنظام في عراق ما بعد صدام حسين؟ وهل يمكن القول إن الولايات المتحدة على الرغم من استعداداتها العسكرية الهائلة، وتاريخها السياسي الطويل، ومعاهدها وأبحاثها وخبرائها الاستراتيجيين قد فشلت أو عجزت عن تحقيق أهدافها السياسية والعسكرية في العراق؟

أسئلة كثيرة تدور في أذهان الكثير من المراقبين لمسلسل العمليات الانتحارية والعسكرية المتواصل ضد القوات الأمريكية في العراق، أسئلة تبحث عن إجاباتها في تحليل أهل السياسة لحقيقة الوضع القائم والذي خلفته حرب الإطاحة بصدام حسين·

أحد تلك التحليلات يقول إن الاحتلال الأمريكي للعراق قد فتح جبهة جديدة للإرهاب يمارس من خلالها عملياته ويحقق عبرها أهدافه، وإن العراق الآن أصبح كالمغناطيس الجاذب للعمليات الإرهابية الموجهة ضد الولايات المتحدة باعتبارها الحليف الأقوى لإسرائيل، والعدو الأول للقاعدة وأتباعها·

في أحد البرامج الحوارية التي بثتها إحدى القنوات الفضائية الإخبارية علق أحد المشاركين في الحوار في ندوة حول "الجهاد" بقوله إن العراقيين محظوظون لأن الظروف الراهنة قد سهلت عليهم مهمة الجهاد وذلك حين جاءهم الأمريكيون في عقر دارهم، وبذلك فهم أي - العراقيين - لن يتكبدوا مشقة الترحال والبحث عن أهدافهم في دول الغرب، وعلى الرغم من سذاجة مثل هذه الرؤية، إلا أنها وبكل أسف تحوى جانبا كبيرا من الحقيقة، فسواء كان تنظيم القاعدة أو غيره من أعداء الولايات المتحدة والغرب، فإنهم حتما يرون في الظرف العراقي الراهن فرصة كبيرة للنيل من الولايات المتحدة وحلفائها، بل ومن كل المؤيدين أو المتفقين مع السياسة الأمريكية·

هنالك من يرى إذاً أن الولايات المتحدة بحربها واحتلالها للعراق قد خلقت تحالفا بين أعدائها أي بين تنظيم القاعدة من جهة، وفلول حزب البعث السابق من جهة أخرى، وهو تحالف يبدو واضحا جدا من خلال نمط وطبيعة العمليات العسكرية والانتحارية داخل العراق ضد القوات الأمريكية المتواجدة·

فهل يمكن القول إذاً ووفقا لهكذا رؤية إن الولايات المتحدة وبريطانيا قد فشلتا في تحقيق أهدافهما العسكرية والسياسية في العراق، والإجابة عن هذا السؤال طرحها الكاتب "ميلان راي" في كتابه: "نظام لم يتغير" حيث يقول "إن العراق قبل الحرب الأخيرة كان يضم نظاما تعسفيا ديكتاتوريا يمارس الإرهاب بحق شعبه وناسه، إلا أن العراق الآن أي فيما بعد الحرب أصبح مصنعا لإرهاب داخلي لم تحاول الولايات المتحدة وبريطانيا معالجته أو محاربته"·

وإذا كانت هنالك شريحة كبيرة من الرأي العام العالمي تعتبر الحرب الأخيرة على العراق إجراء إرهابيا بحد ذاته، فإن هنالك الكثير من العراقيين في داخل العراق وخارجه يرون في الإجراءات الأمريكية داخل العراق إرهابا لا يقل خطرا ولا قسوة، ومن تلك الإجراءات مثلا عدم معاقبة المجرمين والقتلة في العراق، والعمليات الإرهابية ضد المدنيين من قبل جماعات عراقية وأجنبية، كذلك ازدياد قوة وعدد العصابات المسلحة التي تهدد المدنيين، وهو أمر أشاع إحساسا لدى الكثير من العراقيين بأن سبب مشاكلهم الأمنية يعود الى تفكك النظام السابق على الرغم من كل ما تميز به من قسوة وإرهاب، بالإضافة الى فشل الولايات المتحدة وبريطانيا في تحقيق أهدافهما السياسية والعسكرية·

العراق الآن لا يزال في أتون التدهور الذي زرعه صدام حسين وحزبه في العراق منذ أكثر من ثلاثين عاما، وقد لا يكون الوقت قد حان بعد لجني ثمار سقوط نظام صدام حسين خاصة على نطاق الحياة اليومية وشؤون الفرد المعيشية، وإذا كانت هنالك حقا مشكلة أو خطر فهو في تحول العراق الى مغناطيس كبير وشديد الجاذبية يتعلق بزواياه محترفو الإرهاب ورواد الجريمة ويقترفون باسم أمنه واستقراره أبشع الجرائم وأعنف عمليات الثأر التي لا توفر عدلا بقدر ما تخلف دمارا وعنفا·

suad.m@taleea.com

�����
   

المغناطيس العراقي!!:
سعاد المعجل
الحسابات الأمريكية:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
20 أكتــوبر:
صلاح مضف المضف
منطقة تكميم الأفواه:
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
التورم المزمن:
يحيى الربيعان
استجواب وزير الإعلام في الميزان:
جليل الطباخ
الولايات المتحدة والوضع في العراق:
المحامي نايف بدر العتيبي
ضُربنا في دمشق:
محمد مساعد الصالح
بعض المثلث ··· أسود:
نزار حيدر
تكنوقراط السعودية والكويت والبحرين والعراق على طريق ردم هوة ذيول الحرب!:
إسحق الشيخ يعقوب
المجلس وبريمر·· ومحك القوات التركية!!:
د. جلال محمد آل رشيد
ذكرى وعد "بلفور":
عبدالله عيسى الموسوي
منتدى الإعلام العربي والمقابر الجماعية في العراق:
حميد المالكي
إدوارد سعيد ونوم شومسكي:
خالد عايد الجنفاوي