ماذا تريد أمريكا من العالمين العربي والإسلامي؟ هذا السؤال بدأ يُطرح بقوة بعد سقوط نظام الطاغية صدام حسين ودخول القوات الأمريكية واحتلالها العراق·
فالمسؤولون الأمريكان بدأوا يوجهون اتهاماتهم وتهديداتهم يمينا ويسارا ضد سورية تارة ويتهمونها بشتى التهم وضد لبنان وإيران تارة أخرى ويخططون لاحتلال هذه الدول بالطريقة نفسها التي حدثت في العراق، بل إن مرشحي الحزب الديمقراطي للرئاسة كشفوا معلومات سرية عن أن هناك خططاً جاهزة للتنفيذ لو لم تتعرقل خطوات الأمريكان في العراق، حيث إنهم لم يتوقعوا ظهور مقاومة دموية ووجود أشخاص يفجرون أنفسهم في القوات الأمريكية، والتي أصبح تساقط أفرادها حديث الأخبار اليومية مع اختلاف في العدد بين يوم وآخر·
نحن لا نظن أن هذا الكم من القتلى لن يؤثر على القرار الأمريكي، بل إنه سيكون عنصراً ضاغطاً لردع الأمريكان من التعرض لدول أخرى، خاصة أن العائلات الأمريكية التي فقدت أبناءها بدأت تشكل مجاميع ضغط وجعلت عائلات الجنود الآخرين يضعون أيديهم على قلوبهم، حيث إنهم مع إشراقة كل شمس ومغيبها قد يسمعون خبرا غير سار عن ابنهم·
هؤلاء الأمريكان ماذا يريدون من العرب والمسلمين؟ خاصة وأنهم يساعدون شارون على التنكيل بالفلسطينيين وإهانتهم ومعاملتهم بأسلوب حقير ووقح، فهو يعيث في الأرض فسادا يقتل الرجال ويهدم البيوت ويسجن من يشاء ويقصف القرى والبيوت الآمنة بالطائرات والدبابات الأمريكية ويحتمي بالفيتو الأمريكي إذا ما أرادت دول العالم إدانة إسرائيل ولو إدانة لفظية·
لذلك نتساءل: ما الذي تريده أمريكا من الدول العربية والإسلامية؟ سؤال ما زال محيراً، حيث لم تتضح سياستهم في فلسطين أو في العراق، وما زالت تهديداتهم مستمرة لاحتلال دولة أخرى، فهل تريد أمريكا أن تكون بحيرة أمريكية باحتلالها الدول العربية والسيطرة عليها كما الاستعمار الغربي سابقا؟ هل تريد أمريكا أن تفرض علينا نوع الحكومات وأشخاصها ثم تحدد مناهج التعليم التي لا بد لأبنائنا أن يدرسوها؟
لقد استغلت أمريكا جهل البعض وخبث صدام حسين ودمويته المفرطة وحروبه المتواصلة ضد جيرانه مع أنها كانت معه في حربه على إيران والتي استمرت ثماني سنوات إلا أنها تخلت عنه في الساعة التي أرادتها·
إن أمريكا وإسرائيل من خلفها قد أثبتتا للعرب والمسلمين من خلال النموذج الإسرائيلي أنهم لا يعبأون بمشاعر العرب والمسلمين في فلسطين، حيث يقوم شارون باصطياد المواطن الفلسطيني بالطائرة ويقتل الطفل بالدبابة ويهدم عشرات البيوت في غزة بحثا عن الحجارة القاتلة·
إن استمرار التواجد الأمريكي في المنطقة وعدم قدرة الأنظمة العربية على التعامل الإيجابي مع الأحداث يزعزعان احترام العالم لنا كعرب ومسلمين حيث بدأ العالم ينظر إلينا من خلال العين الأمريكية والإسرائيلية كأناس نملك الثروة ولا نستطيع أن نستفيد منها، وبالتالي لابد أن يأتي المتحضر الأمريكي ليعلمنا ويطورنا ولو تم ذلك عن طريق قتل أبنائنا ونسائنا، فنحن كم غير محسوب له حساب في المعادلة الأمريكية· |