رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 22 شعبان 1424هـ - 18 أكتوبر 2003
العدد 1599

تكنوقراط السعودية والكويت والبحرين والعراق على طريق ردم هوة ذيول الحرب!
إسحق الشيخ يعقوب

لا يخامر الشك أحدا أن الجرائم التي ارتكبها النظام العراقي البائد في اجتياح الكويت ونهب أمواله وحرق نفطه وهدم منازله ومؤسساته والاعتداء على نسائه وترويع أطفاله والتنكيل بأبنائه ودفن الأحياء منهم في مقابر جماعية بعضها اكتشف وبعضها مجهول، أمور خطيرة لا يمكن التطير بها ودفعها الى متاهة النسيان، إن جميع هذه الأعمال الإجرامية الغائرة جروحها وآلامها ومآسيها في نفوس أبناء وبنات الشعب الكويتي، لا يمكن إزاحتها في جرة قلم، أو تحت شعار عفا الله عما سلف، فقد ذهب الطاغية صدام حسين ونظامه الدكتاتوري الاستبدادي القمعي الى غير رجعة، وما علينا إلا وضع تلك الجرائم خلف ظهورنا، وإسدال ستار النسيان عليها(!!!) إن مثل هذه الآراء والتصورات التي يطيب لبعض غلاة القومية العربية، والأطياف المتأسلمة ضخها في ماكينة الإعلام العربية، تبدو من السذاجة والتسطيح لأمور لما تزل تثير حرائق مشتعلة في نفوس وقلوب ومشاعر مئات الآلاف من الأسر العراقية والكويتية على حد سواء، الذين فقدوا أبناءهم وأزواجهم وأطفالهم وآباءهم تحت عذابات القمع والتنكيل والتشريد وفي المقابر الجماعية·

لقد جلبت جرائم نظام صدام حسين وعفالقة البعث مآسي قاسية حفرت في ضمير الإنسانية الكويتية والعراقية، وأنه ليس من الصواب معالجتها بعقاقير عفا الله عما سلف، ومسح اللحى وتقبيل الشوارب ضمن أقانيم الجيرة والإسلام وأرومة العروبة والقومية العربية·

إن ما يشفي غليل أبناء الشعب الكويتي وأبناء الشعب العراقي ويخفف من نفوسهم جرائم النظام العراقي البائد، هو ملاحقة مجرمي الحرب العراقيين ومرتزقة البعث وتقديمهم الى محاكمة عادلة علنية والاقتصاص من جرائمهم ومجازرهم وآثامهم، وهم معروفون، ويذكر أن مركز الدراسات والبحوث الكويتية قام بالتعاون مع بعض أعضاء مجلس الحكم العراقي، بجمع وثائق تصنف وتدين مرتكبي هذه الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية في حق الشعبين الكويتي والعراقي، ويذكر الكاتب الكويتي المرموق، محمد الرميحي في جريدة النهار البيروتية 2/10/2003·

بأن الملف الأكثر تعقيدا هو ملاحقة من قام بالقبض على الأسرى الكويتيين وتعذيبهم وإعدامهم، وقد تم القبض على بعضهم أمام شهود وخلف وثائق ولو لم يكن هؤلاء مطلوبين من السلطة العراقية الجديدة في هذا الملف تحتاج الكويت أولا للمساعدة في التوثيق والمتابعة، ولأن موضوع الأسرى والمرتهنين الكويتيين كان النظام السابق دائم التشكيك حوله الى درجة أن بعض قادة الرأي العرب ما زالوا يتبنون هذا التشكيك ويؤمنون به، فقد كان لزاما وضع أهالي الأسرى والمرتهنين في موضع المعرفة بالتفصيل والراحة النفسية بعد طول عناء، وحتى لا يجرؤ أحد في المستقبل على أن يشكك في الأمر والموضوع يحتاج الى تعاون جدي في البحث عن هؤلاء ومعرفة تفاصيل أعمالهم ومن فعل هذا وكيف على وجه الدقة، ثم تقديم هؤلاء جميعا للعدالة مع التوثيق الواضح·

إن الجرائم البشعة التي ارتكبها نظام صدام حسين البائد، في حق الشعب الكويتي جرائم ستبقى عائمة في نفوس الإنسانية الكويتية جيلا بعد جيل ولا يمكن غسل هذه النفوس المكلومة بعذابات فلذات أكبادها، وإزالة الحواجز النفسية بين أبناء الشعب العراقي وأبناء الشعب الكويتي إلا بالقصاص العادل من أولئك المجرمين الذين هم في قبضة العدالة والعمل على ملاحقة غيرهم من المجرمين الفارين ومرتزقة نظام البعث البائد في العراق، وأنه من المفيد أيضا·· بل ومن الضروري إقامة متحف يشمل وثائق حية وهياكل رمزية وعظاما وجثثا بشرية وخلاف ذلك من المجسدات المادية والمعنوية التي تكرس إدانة وفضح جرائم وفاشية النظام العراقي، على مدى التاريخ، وهو ما له من منحى حضاري وثقافي في فضح جرائم الأنظمة الدكتاتورية، ولكي يكون ذلك عبرة صارخة للآخرين ودرسا لكل من تسول له نفسه الاعتداء على الآخرين، ومؤشرا ثقافيا بأن مصير الطغاة في كل مكان لهم مصير طاغية العراق صدام حسين ونظامه المقبور ذاته·

إن جرائم النازية في الحرب العالمية الثانية تشكل ذاكرة تتجدد في متاحف وتماثيل مقامة في ألمانيا وبولندا والنمسا ودول أوروبية أخرى، التي ذاقت جرائم النازية وتشمل هذه المتاحف وثائق تكرس جرائم القمع والقتل والتعذيب، ومجسمات وصورا لنساء وأطفال وشيوخ وجنود تضع المشاهد أمام جرائم بشعة، تقشعر لها الأبدان، وتثير في الذاكرة إدانة صارخة ضد هذه الأعمال المغرقة في الوحشية·

إن إقامة متاحف في الكويت والعراق وإيران شاهدة على جرائم النظام العراقي البائد، وفي شخص الطاغية صدام حسين ومرتزقة البعث العربي الاشتراكي العفلقي يشكل إجراء ثقافيا توعويا في ذاكرة شعوبنا من أجل ألا تقام وتمارس علينا مرة ثانية مثل هذه الجرائم والآثام!!

وإدراكا من حساسية الوضع بين الشعبين الشقيقين الكويتي والعراقي كانت مبادرة الدكتور راشد المبارك، وبعض الشخصيات الوطنية، والتي تمثلت بوفدين كريمين من السعودية والبحرين، في زيارة إخوة لهم في الكويت وفي ضيافة وتنظيم الشخصية الكويتية الوطنية المرموقة وزير الثقافة سابقا الدكتور حسن الإبراهيم، كان لقاء حميميا مسؤولا تناول حوارا رائدا حول الوصول الى صيغة تساعد وتسهل التغلب على بعض الصعوبات العالقة إثر المآسي والجرائم التراجيدية التي أثارها النظام العراقي البائد في المنطقة وانسحبت بشكل سلبي الإثارة والتأثير على العلائق السيكولوجية بين الشعبين الكويتي والعراقي، وتفاعلت مظاهرها السلبية أيضا في العلاقات العربية العربية·

وقد التأم فكر المتحاورين والذي تشكل من البحرين في شخص الشيخ ماجد الماجد والمحامي المرموق محمد يوسف السيد، ومن السعودية في شخص راشد المبارك ومرزوق بن تنباك والشيخ حسن الصفار وعبدالعزيز الدخيل واسحاق الشيخ يعقوب ومن الكويت في شخص حسن الإبراهيم، وعلي الموسوي وعبدالرضى أسيري وأحمد بشارة وصالح عاشور وقاسم الصراف، وغيرهم، وغيرهم ومعذرة ممن لم أذكر أسماءهم والذين كانت لهم مساهمة رائدة في الحوار·

وقد تم اللقاء في الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية، وقد أفضى لقاء الحوار الى تعميد الدكتور حسن الإبراهيم في شخص الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية بالقيام بالاتصال بالإخوان العراقيين والخليجيين خلال شهر لترتيب دعوة بهدف إقامة لقاء للمناقشة وإيجاد آلية جادة للتغلب على المصاعب النفسية والجيوسياسية التي خلفتها الحروب الإيرانية والعراقية والكويتية والتي تكللت بانهيار وسقوط نظام صدام حسين الفاشي!!

حقا أن ترك ذيول حروب الخليج الإقليمية، ونتائج انعكاساتها السلبية على شعوب المنطقة على غارب صدف الزمن أمر لا يحمل جدية ثقافية وفكرية ولا يرتقي الى المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتق تكنوقراط وانتلجنسيا الطليعة العربية·· في الارتفاع الى المسؤولية الثقافية والفكرية· في ردم الهوة النفسية بين دول منطقة الخليج وشعوبها جراء الحروب الإقليمية·

�����
   

المغناطيس العراقي!!:
سعاد المعجل
الحسابات الأمريكية:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
20 أكتــوبر:
صلاح مضف المضف
منطقة تكميم الأفواه:
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
التورم المزمن:
يحيى الربيعان
استجواب وزير الإعلام في الميزان:
جليل الطباخ
الولايات المتحدة والوضع في العراق:
المحامي نايف بدر العتيبي
ضُربنا في دمشق:
محمد مساعد الصالح
بعض المثلث ··· أسود:
نزار حيدر
تكنوقراط السعودية والكويت والبحرين والعراق على طريق ردم هوة ذيول الحرب!:
إسحق الشيخ يعقوب
المجلس وبريمر·· ومحك القوات التركية!!:
د. جلال محمد آل رشيد
ذكرى وعد "بلفور":
عبدالله عيسى الموسوي
منتدى الإعلام العربي والمقابر الجماعية في العراق:
حميد المالكي
إدوارد سعيد ونوم شومسكي:
خالد عايد الجنفاوي