جمعيات ونوادي وهيئات المجتمع المدني في الكويت كثيرة جدا ولا يضاهيها في كثرتها إلا أقرانها في جمهورية مصر العربية، لكن الكثير من فعاليات المجتمع المدني هنا غير مرئية بتاتا، لأن حركة المجتمع المدني في الكويت مصابة بتخمة كبيرة، يغذيها الدعم المالي الرسمي·
في الآونة الأخيرة سمحت الحكومة لعدد من الجمعيات بأن تزيد إيراداتها بوساطة تأجير واستثمار جزء من مقارها وهذا ما جعل الكثير من جمعيات المجتمع المدني التطوعية أن تركن الى السكون والسبات بعيدا عما يحدث في المجتمع المحلي والعربي من غليان يستحق التوقف عنده والمشاركة به وإصلاحه أو بتره·
وهناك عدد من جمعيات المجتمع المدني التطوعي في الدول العربية عموما زادت لديها ساعات الرقاد بعد أن ضمن أعضاؤها احتساء الشاي والقهوة والحليب والمواقف العروبية والوطنية، بينما إذا نظرنا الى الدول المتقدمة نجد فيها حركة المجتمع المدني التطوعي لها "شنة ورنة"، نشاطات كثيرة وساخنة ومبادرات فاعلة داخل المجتمع الإنساني ولدى هؤلاء برنامج سنوي يلتزمون في تحقيقه وفقا لاستراتيجية عاهدوا أنفسهم عليها، وكل ما يقومون فيه يعتبر عملا تطوعيا دون مقابل·
لا أريد أن أقارنهم بما هو جار في أوطاننا العربية حتى لا نظلم أنفسنا، ويكفيهم تحركهم وتفاعلهم مع كل ما يحدث في دولهم وفي العالم، وما ينالونه من حب وتقدير واحترام الجميع لهم وللعمل التطوعي الإنساني الشامل كل فيما يخصه، وكل ذلك جار ويتنامى مع تطلعات ومفاهيم العصر الحديث والقانون الدولي الجديد، الذي يجل ويحترم ويرعى كل حركات العمل التطوعي الجادة في العالم الجديد أما نحن فلدينا حركة مجتمع مدني تطوعي مصابة بالتفكك والأورام· |