| لو كان وزير الإعلام الشيخ أحمد الفهد موجودا حتى الآن كوزير للإعلام لما استطاع هؤلاء الابتزازيون حتى فتح أعينهم أمامه وهذا ليس نقصا في الوزير الحالي ولكن لأن الوزير السابق كان يعرف حقيقة هؤلاء·
وكذلك يستطيع أن يتناغم معهم خاصة عندما يقوم بتعيين مئات الأشخاص من ذوي أصحاب الاستجواب في وزارة الإعلام على بند المكافآت مع العلم أن هؤلاء يعملون في وزارات أخرى غير وزارة الإعلام، ويعلم تماما هؤلاء النواب ومن وراءهم أن هذه العملية تكلف الدولة ملايين الدنانير وبالمقابل يضعون رؤوسهم في الرمال مثل النعامة ولا يتكلمون عن الفساد الذي يعتري الدولة والاختلاسات والرشاوى التي تسبح فيها مؤسسات الدولة وسرقة المال العام·
وقد يكون الوزير أبو الحسن قد تفاجأ بالهجوم عليه من قبل هؤلاء بمعاونة أحد الصحف المحلية التي ترعى هؤلاء وتنفق عليهم وتحضنهم·
وهذه المفاجأة تأتي لأن الوزير أبو الحسن عاش ثلاثة عقود من الزمن وهو يخدم بوطنية بيضاء الكويت في الساحات الدولية، ويجب أن لا ننكر دوره في الأمم المتحدة بعد الغزو الغادر لدولة الكويت من قبل النظام العراقي حيث كان لا يرى النوم إلا ساعتين في اليوم·
وكان من الدبلوماسيين المقبولين لدى هذه الهيئة وفي دول العالم ولا شك أن دماثة خلقه وصدقه وتحركه السريع من الأمور التي عجلت الأمم المتحدة بإصدار قرارات إدانة النظام العراقي وكيف لا يكون ذلك وقد تتلمذ على يد "أبو ناصر" الشيخ صباح الأحمد رئيس مجلس الوزراء والذي اعتبره أحد عمداء الدبلوماسية العالمية·
وبدأت أبواق هؤلاء تصدر أصواتها المزعجة في حين أن الوزير لم يستلم حتى الآن وزارته لماذا كل ذلك؟
فقط لأن نجوم سوبر ستار سيصلون إلى الكويت وكأن الدولة في أعيادها وخاصة في موسم هلا فبراير لا يأتي إليها المطربون والمطربات·
السؤال لماذا لم يتحرك هؤلاء قبل ذلك؟
لنر كيف يبيع هؤلاء ضميرهم من أجل الحصول على المال ففي عام 1994 تحرك نائب إسلامي "حسب شكله" لاستجواب وزير الدفاع عن صفقات أسلحة أبرمتها وزارة الدفاع مع بعض الشركات والدول·
ولما قامت الحكومة بقفل فمه بمنحه بعض المناقصات سكت هذا النائب؟ بل اعترف أمام ناخبيه بترسية بعض المناقصات على شركته ونراهم يسكتون أمام الوزراء الذين عينوا وكلاء مساعدين أكثر من الموظفين في الفترة السابقة!
وطبيعة هؤلاء هي الصيد في الماء العكر والضغط على الحكومة باستجواب وزير الإعلام بيد وباليد الأخرى تستلم الشيك·
بل الأمرّ من ذلك ففي واقعة استجواب عضو مجلس الأمة السيد حسين القلاف لوزير الداخلية عن موضوع الطفل الموءود نكثوا به لأن الوزير من الأسرة الحاكمة!
فنقول للوزير أبو الحسن إذا كانت رياح الشمال هذه تسقط ثمار شجرة الكويت فإنها لا تستطيع أن تقلع الشجرة، لأنها راسخة في تراب الوطن الذي نكن له كل قدسية ومحبة وولاء·
وأرجو يا معالي الوزير···
إذا جاء وقت الاستجواب وأنا أؤكد أنهم سيفشلون أن تقرأ عليهم هذه الآية الكريمة من القرآن الكريم·
بسم الله الرحمن الرحيم
"والله يشهد أن المنافقين لكاذبون* اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون"
صدق الله العظيم
سورة المنافقون (2) |
