رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 2 ربيع الأول 1425هـ - 21 أبريل 2004
العدد 1624

السنة وتيار مقتدى الصدر
المحامي نايف بدر العتيبي
nayefo@hotmail.com

أغلبية الشعب العراقي كانت تؤيد إسقاط نظام صدام حسين فالأكراد والشيعة كانوا يباركون التدخل الأمريكي لتحريرهم من الطاغية وبعض الأحزاب والتنظيمات الليبرالية والدينية السنية أيضا تؤيد عملية التحرير على قلتها·

الولايات المتحدة الأمريكية كانت عند مستوى الحدث فاستطاعت أن تنجح في إسقاط نظام الطاغية بسرعة دون خسائر تذكر ولكنها فشلت في إدارة العراق بعد تحريره·

منذ حل الجيش العراقي وتشكيل مجلس حكم طائفي التركيبة يعيد لنا التجربة اللبنانية الطائفية التي تسببت في كل الأزمات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية اللبنانية، وهو لا يملك الصلاحية والقرار ورغم ذلك ساهم تشكيل هذا المجلس في الكثير من المشاكل التي يعانيها العراق اليوم، فالطائفة السنية العربية تشعر بأن حقوقها هضمت وأنها خسرت كثيرا من جراء الوضع الجديد وأنها لم تمثل تمثيلا حقيقيا في مجلس الحكم وهي الطائفة التي كانت بحاجة الى كل التطمينات أكثر من غيرها حتى تلحق بالركب وتندمج وتتفاعل مع حركة التغيير والتجديد وأن مستقبلها مضمون في ظل عراق ديمقراطي تعددي لا تتحكم فيه طائفة أو قومية بل تتحكم فيه صناديق الاقتراع والرقابة والتشريع وسيادة القانون وفصل السلطات والشفافية والحرية وتطبيق مبادئ حقوق الإنسان·

فالطائفة السنية في العراق ترى أنها تخسر ولذلك هي تقاوم ومازالت ترى أن أوضاعها في ظل النظام البائد أفضل من اليوم ولها مبرراتها حسب زعمها، هذه الحالة التي تعيشها الطائفة السنية في العراق مهدت الطريق للمتطرفين والإرهابيين والقادمين من بعض دول الجوار لممارسة أدوارهم في ظل بيئة خصبة تقبلت كل أفكارهم الطائفية والعنصرية وأثارت في نفوسهم شعورا متزايدا بالخوف من القادم ووجوب محاربته أيضا ساهم تشكيل مجلس الحكم الانتقالي في إثارة المشاكل من قبل السيد مقتدى الصدر وتياره الذي يرى أنه وبالرغم من أن تشكيل المجلس يضم عددا كبيرا من أبناء الطائفة الشيعية إلا أن تياره المتشدد لم يمثل في هذا المجلس، أيضا هذا الشاب الذي ابتسم له الحظ أخيرا بفضل الجيش الأمريكي الذي أسقط نظام صدام حسين وقتها لم يكن لمقتدى الصدر نشاط أيضا وعلى الرغم من أنه يملك إرثا عائلي كبيرا يحظى بالاحترام والتقدير من قبل العراقيين إلا أن ممارساته وأفعاله لا تعكس الحالة الشيعية العراقية المستفيدة كثيرا من حرب تحرير العراق لا ينافسها في هذه الاستفادة سوى الأكراد·

فالطائفة السنية وتيار مقتدى الصدر هم الأطراف التي تخشى من الديمقراطية والتغيير المقبل ولكل منهم أجندته الخاصة به فالسنة أجندتهم داخلية بحتة والصدر أجندته خارجية جمهورية إسلامية والاثنان لهما مصالحهما الضيقة ليس من بينها المصلحة العامة للشعب العراقي·

الشعب العراقي لا يريد نظام ملالي كما في إيران يتحكم بهم رجل الدين الذي يحتكر الحقيقة وحده ولا مجال للرأي الآخر ومن يعارضه يتهم بالكفر والزندقة وجهنم وبئس المصير وليس له حق سوى ما يقرره له الشيخ والسيد فلا ديمقراطية ولا تعددية ولا حقوق إنسان ولا "هم يحزنون"، فكل هذا كفر يجب محاربته، كما أن الشعب العراقي لا يريد نظاما على شاكلة نظام طالبان في أفغانستان يحرم خروج المرأة للعمل ويجلد من لا يطلق لحيته ويقيم الحد على من يستمع للموسيقى والغناء ويسجل أسماء من لا يذهبون للمسجد للصلاة من دون الالتفات لمشاغل الناس وظروفهم وهو نظام خلافة لا يؤمن بالديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان·

من قتل الخوئي ومن قتل محمد باقر الحكيم ومن فجر مقر الأمم المتحدة والكثير من الحوادث هو المسؤول الأول عما يجري في العراق الآن قد يكون دولة واحدة أو دولتين أو ثلاث دول جميعها اتفقت على أن الخطر قادم من العراق الديمقراطي التعددي وللعلم هو اتفاق لم يسبق له مثيل ولكن في النهاية سيخرج الأمريكيون وسيظل العراق وسيهرب الإرهابيون والمرتزقة وستطبق خطة الشرق الأوسط الكبير، آمين·

 

nayef@taleea.com

�����
   

الإصرار الفلسطيني:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
استراتيجية الثوابت!!!:
سعاد المعجل
خارطة القتل:
المهندس محمد فهد الظفيري
تطوير لمسيرة الديمـقـراطـية:
يحيى الربيعان
مثقفون في غيابة الجـب:
محمد بو شهري
الديمقراطية واستحقاقاتها:
عامر ذياب التميمي
السنة وتيار مقتدى الصدر:
المحامي نايف بدر العتيبي
الخوف من الفيدرالية:
د. محمد حسين اليوسفي
غسيـل أفعـال بـالأقـوال!!:
عبدالخالق ملا جمعة
قراءة في الدستور العراقي الموقت:
د. جلال محمد آل رشيد
وطنـي وبعضــنـا··:
خالد عايد الجنفاوي
فضائح "شارون":
عبدالله عيسى الموسوي
أرقام مرعبة عن المفقودين العراقيين
وفاة العقيد عبدالمنعم القطّان وگواگب شهداء الكويت:
حميد المالكي
الإصلاح العربي الذي لا يجيء!:
رضي السماك