في زمن التطبيع والهرولة نحو سلام زائف مع عدو لا يعرف غير لغة القوة والإرهاب اللذين يمارسهما بكل علانية وسط صمت عربي ودولي معيب فإننا نجد أنه من الواجب تذكير الأمة بجملة حقائق تعتبر من المسلمات ولكن بكل أسف نجد أن الكثيرين يتغاضون عنها عن جهل في بعض الأحيان وعن عمد في أحيان كثيرة·

إن الأرض هي جوهر الصراع العربي - الإسرائيلي وأنه منذ بدء الاحتلال البريطاني لفلسطين سنة 1917 م وحتى ما قبل قيام الكيان الصهيوني كان اليهود يملكون مساحة تعادل 5.66% من مساحة فلسطين التاريخية·

وفي عام 29/11/2006 م أوصت الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد مؤامرت ومناورات خبيثة بتقسيم فلسطين الى دولتين عربية ويهودية، واقترح مشروع التقسيم أن تقام الدولة اليهودية على مساحة تعادل 58% من مساحة فلسطين التاريخية، أي أن المنظمة الدولية أهدت اليهود في سابقة لم ولن تتكرر عشرة أضعاف مساحة الأرض التي كانت بحوزتهم بينما خصص المشروع مساحة 42.88% من المساحة للفلسطينيين الذين رفضوا هذا المشروع غير العادل·

ولم يكتف اليهود والمجتمع الدولي بذلك فمع قرب انتهاء فترة الانتداب البريطاني، وابتداء من شهر مارس 1948 م بدأت العصابات الصهيونية، التي شكلت فيما بعد الجيش والمؤسسات الرسمية في إسرائيل، بارتكاب عشرات المجازر المروعة بهدف الاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من الأرضي الفلسطينية واستطاعت الاستيلاء على %11 إضافية من أرض فلسطين التاريخية وعلى هذه المساحة الجديدة بالإضافة لما سبق أعلن عن قيام دولة إسرائيل·

ولم يكتف اليهود بذلك فاستمروا بعد قيام دولتهم بالاستيلاء المنظم على العديد من القرى والمدن الفلسطينية وإعلان ضمها رسمياً للدولة حتى وصلت المساحة المستولى عليها عشية حرب 1967 م الى 78% من أرض فلسطين التاريخية·

وفي الحرب استطاع الجيش الإسرائيلي الاستيلاء على باقي مساحة فلسطين التاريخية المتمثلة في قطاع غزة والضفة الغربية وهي تعادل 22% من مساحة فلسطين التاريخية·

واليوم فإن أفضل التعهدات الدولية بل والعربية بكل أسف تدعو الفلسطينيين للقبول بما مساحته 22% من أرضهم التاريخية ليقيموا عليها شبه دولة فلسطينية مقطوعة الأوصال مقابل الكثير من التنازلات المؤلمة، فهل هذه هي العدالة يا دعاة التطبيع والسلام؟

 abdullah.m@taleea.com