أعتذر للقراء الكرام لعدم مواصلتي ما كنت قد بدأته من أحاديث حول مذكرات أحمد البشر الرومي، إذ سأخصص هذه المقالة لرثاء عزيز، آملاً في مواصلة تلك المقالات الأسبوع القادم·
أتذكره منذ أن وطئت قدماي أرض نادي الاستقلال في العام 1972، في أواخر الأربعينيات من عمره أو ربما دخل في العقد الخامس، وقد يكون ما جذبني إليه لهجته البدوية الشمرية بصوت رجولي جهوري وبدأب على حضور جلسات الثلاثاء التي كنا نعقدها في نادي الاستقلال، حيث يتحدث الدكتور أحمد الخطيب، والمرحوم سامي المنيس والأخ عبدالله النيباري والغائب عنا الأخ أحمد النفيسي بوصفهم نواباً في مجلس الأمة· لم يكن يناقش نقاشاً علنياً، بل كانت له تعليقات جانبية مع الجميع وبالذات مع الدكتور أحمد الخطيب·
وحينما أغلقت الحكومة نادي الاستقلال وقررنا بناء ديوانيتين إحداهما في الروضة والأخرى في العديلية لم ينقطع عن الديوانيتين وظل تواصله قائماً وكنت ألحظه في كل الانتخابات التي شهدتها حاضراً في مخيمات مرشحينا رغم أنه ليس من سكان الدوائر التي كان يخوض هؤلاء الانتخابات فيها، فهو من سكان الدوحة· ولم يتوان عن المشاركة بجميع تجمعات الاثنين أو ما عرف بديوانيات الاثنين التي انطلقت في الأواخر من ديسمبر في العام 1989 وشهري يناير وفبراير من العام 1990· وكان متحمساً لها شأن بقية من شاركوا فيها رغم الشيخوخة التي كانت قد بدأت تدب في أوصاله·
لم نكن نعلم عنه الكثير سوى أنه من المحبين للدكتور أحمد الخطيب ومن المناصرين للحركة الوطنية· وقد سمعت الدكتور الخطيب يقول مرة إنه كانت له علاقات بالحركة الوطنية في الجزيرة العربية، وأتذكر أنني بعد تحرير الكويت، وفي مرات متعددة كنت أسأله عن القبائل وأنسابها وتاريخها وما إلى ذلك، فكان يجيبني بكل رحابة صدر حيث كان ملماً بهذه الناحية إلماماً واسعاً· وقبل عدة سنوات بدأ أبو ناصر يتوكأ على عصاً وثقلت حركته ومع هذا لم ينقطع عن جلسات الدكتور في الروضة يوم الثلاثاء· ولشد ما حزنت حينما علمت بوفاته في الأسبوع الفائت· رحم الله حمود شريدة محمد الشمري، ذلك الإنسان الوطني البسيط·
alyusefi@hotmail.com |